Axmed Curabi Hogaamiyaha La Been Abuuray
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Noocyada
وما يجدر بمصري وبلاده فقيرة فقرها هذا في الإبطال أن يشايع الذين حاولوا أن يطمسوا بالباطل تاريخ رجل كانت البطولة في مقدمة صفاته، فيصفون وطنيته ووطنية أصحابه بأنها نزق وفوضى ...
ولقد جعل الكائدون لمصر الجيش هدفهم فيما راحوا يشيعونه من مفتريات، انظر إلى قول مالت في تقرير له عن «تزايد اختلال الأمن في البلاد لقلة اكتراث الأهالي بأولياء الأمور الملكيين، ويعزى ذلك إلى سلوك رجال الحزب العسكري الذين لا يعاملون زملاءهم الملكيين بالاحترام الضروري لإدارة البلاد، وقد أخذت الرشوة تعود إلى سابق عهدها بين الموظفين، ومما يساعد على انتشارها كثرة التغيير والتبديل في كبار الموظفين.»
ثم يقول في وصف ما زعمه من ضيق وقع فيه الفلاحون في سبيل الحصول على المال «ويعزو الملاك قلة رؤوس الأموال وما هم فيه من الضيق إلى سياسة الحكومة الحاضرة التي لا تبعث على الثقة بها، ويجهرون بأنهم إذا عجزوا عن دفع الضرائب فالتبعة واقعة على الوزارة.»
وليس بعجيب أن يسلك كلفن ومالت وأشياعهما هذا المسلك في الطعن على الوزارة، وقد أدركا ما كانت تنويه حكومتهما من العمل على تمهيد السبيل للتدخل المسلح بعد هذا التدخل السياسي ...
ولقد كانت تلك المذكرة المشئومة خطوة واسعة نحو هذا الغرض المرسوم، فكان لابد أن تتفاقم الحوادث بسببها لتصل بالبلاد إلى كارثة الاحتلال ...
كتب قنصل فرنسا إلى حكومته يوم 29 يناير يقول: «إن الرغبة البادية على مجلس النواب من جانب، في أن يصير برلمانا، والخطة القوية التي رأت الدولتان من جانب آخر، أن تختاراها، والتي كانت مذكرة 7 يناير تعبيرا عنها هما السببان الجوهريان اللذان اصطدم كل منهما بالآخر فأوجدا الموقف الحالي.»
وكتب كذلك يقول: «يمكن أن يقال إن الانقلاب الذي أحدثه مجلس النواب المصري هو جواب منه على مذكرة 7 يناير، فلقد أعلنا في هذه المذكرة أننا نحتفظ بالنظام الحالي ضد الجميع، فأجاب المجلس على ذلك بأن غير هذا النظام تغييرا جوهريا، وبذلك وضعنا أنفسنا في موضع صارت الضرورة قاضية علينا فيه بأن نتدخل أو نعدل سياستنا.»
وهذا الذي ذكره ذلك القنصل يصور الحال تصويرا صادقا، وما كان موقف الدولتين يخفى على أحد من الوطنيين، وعلى ذلك يقضي الإنصاف على الذين يحكمون على أعمال رجال ذلك العهد وفي مقدمتهم عرابي أن يضعوا في أذهانهم قبل كل شيء أطماع هؤلاء الساسة، وأن يصوروا تلك الأعمال على هذا الأساس ... •••
مضت الوزارة في سبيلها غير عابئة بصراخ أعدائها لا تتخاذل من دون غايتها، ولا تستبعد الشقة، وذلك على الرغم من أنها كانت لا تجاوز عقبة إلا قامت في سبيلها عقبات.
ولقد قبع الخديو في زوايا العزلة، وجعل الخوانون الغدارون بينه وبين وزرائه حجابا من الأباطيل التي أحكموا نسجها ...
Bog aan la aqoon