لضللتم، وما من رجل يتطهر فيُحسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجد، إلا كَتَبَ الله ﷿ له بِكل خَطوةٍ يخطوها حَسَنةً، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلَّف عنها إلا منافق معلومُ النِّفاقِ، ولقد كان الرجل يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بين الرَّجُلَينِ (١) حتى يُقامَ في الصَّفِّ".
وعن محمود بن الرَّبيعِ (٢)، أن عِتْبان بن مالكٍ، أتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله: إني قَدْ أنكرتُ بَصَرِي. وأنا أُصلِّي لِقَومِي، وإذا كانَتِ الأمطار، سَالَ الوادي الذي بيني وبينهم، ولم أسْتَطِعْ أن آتِيَ مسجدَهُم. فأصلي لهم، ووددْتُ أنَّك يا رسولَ الله تأتي فتُصلي في مُصلَّى، أتخذه مُصَلَّى.
قال: فقال رسول الله ﷺ "سأفعلُ إن شَاءَ اللهُ".
قال عتبان: فغدا رسول الله ﷺ وأبو بكر الصديق حين ارتفع النَّهَارُ، فاستأْذَنَ رسُولُ الله ﷺ فأذِنْتُ لَهُ، فلم يجلسْ حتى دخل البيتَ، ثم قال: "أين تُحِبُّ أن أصلي من بيتك؟ ".
قال: فأشرت له إلى ناحيةٍ من البيت فقام رسول الله ﷺ، فكبر، فَقُمْنَا وراءَهُ، فَصَلَّى ركعتين، ثم سلَّمَ.
قال: وحَبَسْنَاهُ على خزِيرٍ صنعناه له (٣).