Ahkam al-Siyam
أحكام الصيام
Tifaftire
محمد عبد القادر عطا
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Sanadka Daabacaadda
1406 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
وأيضاً فقوله: ((إنا أمة أمية)) ليس هو طلباً، فإنهم أميون قبل الشريعة.
كما قال الله تعالى:
﴿هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم﴾ (٢١).
وقال:
﴿وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم؟﴾ (٢٢).
فإذا كانت هذه صفة ثابتة لهم قبل المبعث لم يكونوا مأمورين بابتدائها. نعم، قد يؤمرون بالبقاء على بعض أحكامها، فإنا سنبين أنهم لم يؤمروا أن يبقوا على ما كانوا عليه مطلقاً.
فإن قيل: فلم لا يجوز أن يكون هذا إخباراً محضاً أنهم لا يفعلون ذلك، وليس عليهم أن يفعلوه؛ إذ لهم طريق آخر غيره، ولا يكون فيه دليل على أن الكتاب والحساب منهي عنه؛ بل على أنه ليس بواجب، فإن الأمية صفة نقص، ليست صفة كمال، فصاحبها بأن يكون معذوراً أولى من أن يكون ممدوحاً.
قيل: لا يجوز هذا، لأن الأمة التي بعثه الله إليها، فيهم من يقرأ ويكتب كثيراً، كما كان في أصحابه، وفيهم من يحسب وقد بعث عليه الصلاة والسلام بالفرائض التي فيه من الحساب ما فيها، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما قدم عاملة على الصدقة ابن اللتبية حاسبه. وكان له كتاب عدة - كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد ومعاوية يكتبون الوحي، ويكتبون العهود، ويكتبون كتبه إلى الناس، إلى من بعثه الله إليه من ملوك الأرض، ورؤوس الطوائف: وإلى عماله وولاته وسعاته وغير ذلك.
وقد قال الله تعالى في كتابه:
(٢١) سورة: الجمعة، آية: ٢.
(٢٢) سورة: آل عمران، آية: ٢٠
44