373

Ahkam al-Quran by Bakr bin Alaa - Theses

أحكام القرآن لبكر بن العلاء - رسائل جامعية

Tifaftire

رسالتا دكتوراة بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

Noocyada

وقال ابن عباس: كان رسول الله ﷺ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل ﷺ كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي ﷺ القرآن، فإذا لقيه كان أجود بالخير من الريح المرسلة. رواه إبراهيم بن سعد (^١) عن ابن شهاب (^٢) عن عبيد الله (^٣) عن ابن عباس (^٤)، والمعنيان جميعًا صحيحان، يقول الله ﵎: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (^٥) وهذه الآية محققة لما قال سعيد بن جبير، وما رواه ابن عباس صحيح زائد في شرف الشهر والله أعلم (^٦).

= ولكن القول الأول هو الصحيح والمشهور كما ذكر الزركشي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فعلم أن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء، ولا من اللوح، ولا من جسم آخر، ولا من جبريل، ولا من محمد، ولا غيرهما، وإذا كان أهل الكتاب يعلمون ذلك فمن لم يقر بذلك من هذه الأمة كان أهل الكتاب المقرون بذلك خيرًا منه من هذا الوجه. وهذا لاينافي ما جاء عن ابن عباس وغيره من = السلف في تفسير قوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: ١] أنه أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم أنزله بعد ذلك منجمًا مفرقًا بحسب الحوادث، ولاينافي أنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله.
ثم قال: فإن كونه مكتوبًا في اللوح المحفوظ، وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لاينافي أن يكون جبريل نزل به من الله، سواء كتبه الله قبل أن يرسل به جبريل، أو بعد ذلك، وإذا كان قد أنزله مكتوبًا إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أن ينزله. [انظر مجموع الفتاوى: ١٢/ ١٢٦، ١٥/ ٢٢٣، ولمزيد بحث في هذه المسألة يرجع إلى كتاب نزول القرآن للدكتور / محمد الشايع فقد أفاد وأجاد: ١٥ - ٤٠]
(^١) إبراهيم بن سعد الزهري، ثقة حجة، تقدم.
(^٢) محمد بن شهاب الزهري، متفق على جلالته وإتقانه وثبته، تقدم.
(^٣) عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذلي، أبو عبدالله المدني، الفقيه الأعمى، روى عن عائشة، وابن عباس، وعنه: الزهري، وصالح بن كيسان، ثقة فقيه ثبت، مات سنة ٩٨ هـ.
[الكاشف: ١/ ٦٨٢، والتقريب: ٦٤٠]
(^٤) رواه البخاري في صحيحه: ٤/ ١٩١١ كتاب فضائل القرآن باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي ﷺ، ومسلم في صحيحه: ٤/ ١٨٠٣ كتاب الفضائل حديث: ٥٠، كلاهما من طريق إبراهيم بن سعد به.
(^٥) [سورة القدر: الآية ١]
(^٦) كأن المؤلف فهم أن هناك تعارضًا بين نزوله جملة واحدة، ثم نزوله بعد ذلك مفرقًا، وبين معارضة جبريل للرسول ﷺ بالقرآن في كل سنة، هل كان يعارضه بالقرآن كله؟
ومما يرفع هذا الإشكال معرفة معنى قوله: يعرض عليه، قال ابن الأثير: أي: كان يدارسه جميع مانزل من القرآن، من المعارضة: المقابلة. ... [النهاية في غريب الحديث: ٣/ ٢١٢].
فهو لايدارسه كل القرآن؛ لأنه لم ينزل بعد كله، وإنما يدارسه ما قد نزل.

1 / 373