فكر بيير: «على الأقل هي تعلم الطريق، فأنا ضللته بالتأكيد.»
بعد فترة من الوقت اكتشفت الفتاة أنه يتبعها، فتوقفت لحظة لتستدير وتنظر إليه. شعر بيير بسوء، فأبطأ من سيره وأخذ يحصي حصى الرصف تحت قدميه. وفجأة سمع صوت صراخ! وعند انعطافه حول الزاوية وجد رجلين يحاولان اختطاف الفتاة الغجرية.
صرخ بيير: «توقفا عن ذلك في الحال!» فاستدار أحد الرجلين، وكان كوازيمودو! تقدم خطوة سريعا نحو بيير، ودفعه بكل ما أوتي من قوة. سقط الشاعر على الأرض فاقدا الوعي. حمل كوازيمودو الفتاة الغجرية، وهم بأخذها بعيدا عن المكان كما لو كانت لا تزن شيئا على الإطلاق. لكن قبل أن يبتعد جاء حرس الملك يعتلون خيولهم.
صاح القائد وهو ينتزع إزميرالدا من بين ذراعي الأحدب: «أنزل تلك الفتاة!» وحملها على حصانه. ترجل الجنود عن خيولهم، وحاولوا حمل كوازيمودو الذي قاوم قدر إمكانه. أما الرجل الثاني الذي كان مع كوازيمودو، فقد اختفى قبل أن يتمكن رجال القائد من الإمساك به.
قال قائد الحرس: «هل أنت بخير، يا آنسة؟ لحسن الحظ أن الحرس الملكي كان هنا. أنا القائد فيبس.»
قالت وهي تترجل من فوق ظهر الحصان: «أنا بخير، شكرا لك سيدي الكريم .» قبل أن يقول القائد فيبس أي شيء آخر كانت الفتاة قد أسرعت في ظلام الليل.
قال القائد فيبس: «لنأخذه إلى السجن. يمكن عقابه غدا.» وانطلق الحراس على خيولهم وهم يجرون كوازيمودو المسكين.
في تلك الأثناء كان بيير مستلقيا على حصى الرصف. وفي النهاية أيقظته برودة الأرض القارسة. وعندما فتح عينيه وجد نفسه في قناة تصريف المياه.
فكر لحظة بشأن ما حدث. كان هناك رجل آخر مع الأحدب، لكن من تراه يكون؟
لهث بيير عندما أدرك إجابة هذا السؤال. لقد كان كلود فرولو، رئيس الشمامسة! لماذا أراد أخذ الفتاة الغجرية؟
Bog aan la aqoon