أجاب جوبيتير: «هرب الطلاب بالسلم؛ أرادوا تسلقه ورؤية ما كان يحدث في الميدان.»
كانت تلك الضربة القاضية. غمغم بيير: «يا لهؤلاء الباريسيين! حضروا لمشاهدة مسرحية، ثم رفضوا مشاهدتها. من إزميرالدا هذه؟ ولماذا تدمر مسرحيتي؟»
الفصل الثالث
الشاعر والفتاة الغجرية
سعد بيير بحلول الغسق عند مغادرته القاعة الكبرى؛ ستخفي الشوارع المظلمة أي أثر له، فكان يحاول العثور على مكان يمكنه التفكير فيه بهدوء. كان مستاء لدرجة جعلته لا يستطيع العودة إلى غرفته، فجاب طرقات المدينة. وعندما توجه استعراض ملك المهرجين نحو بيير، استدار وركض في الاتجاه الآخر.
كانت الشوارع مكتظة بأناس يشعلون الشرر والمفرقعات النارية. لكن كلما ابتعد صارت الشوارع أكثر فراغا. كانت ضفة النهر غير ممهدة، وسرعان ما وصل الوحل إلى كاحليه. سار بيير حتى وصل إلى أطراف المدينة تقريبا. نظر إلى الضفة الأخرى من النهر، ورأى بريقا من الضوء على الجزيرة الصغيرة الموجودة بالجانب الآخر.
انفجرت إحدى المفرقعات النارية، فتنهد بيير، وحدث نفسه: «حتى قائدو المعديات يحتفلون. ربما يتوجب علي الانضمام إليهم.»
كان كل ما يمكن رؤيته في الليل من النهر هو الشكل غير المنتظم للمباني التي تشكل ميدان المدينة الرئيسي. انتشرت صفوف من المنازل الضيقة الكئيبة في الاتجاهات الثلاثة الأخرى، وفي منتصف الميدان عمود التشهير.
عندما وصل بيير إلى الميدان، كان جسمه خدرا من البرد. حاول أن يسلك طريقا مختصرا، لكنه علق بطواحين الهواء التي رشته بالمياه وبللت معطفه تماما. كونت مجموعة كبيرة من الناس دائرة حول نار مشتعلة، فسار بيير سريعا نحوهم، لكنه لم يستطع العبور وسطهم.
قال لنفسه: «يا لهؤلاء الناس! ألا يرون حذائي الذي يتسرب منه الماء ومعطفي المبلل تماما؟»
Bog aan la aqoon