فوق الغابة ليكتشفا أمنع مكان فيها، وأخيرا وجدا بلوطة عتيقة سامقة الفروع والأغصان، واختاراها ليبنيا فيها مقناتهما
2
حيث يربيان فراخهما في منجى من غدر الأعداء.
وشعر بهما خلد
3
يعيش في جحر تحت البلوطة؛ فناداهما محذرا من قرب سقوط البلوطة؛ لأن جذورها قد أبلاها الهرم، فأصبحت لا تقوى على احتمال ما فوقها من أثقال.
فقال العقاب لرفيقته: «ويح هذا الأعمى المغرور، إذ يظن أن ملك الطيور الذي ذاعت شهرته بحدة البصر، يقبل من مثله نصحا أو تحذيرا.»
وبنى العقاب وكره في أعلى مكان من البلوطة العتيقة هازئا بنصح جاره الخلد، ضاربا به عرض الحائط.
وجاء الربيع وأعقبه الصيف، وامتلأت أرجاء الوكر بباكورة فراخهما، وقرت أعينهما برؤيتهم يلعبون ويمرحون ويصئون (يصيحون).
وفي فجر أحد الأيام خرج العقاب يطلب صيدا لفطور فراخه، ورفيقته، وعاد فرحا يحمل لهم طعاما شهيا وافرا، فلم يجدهم في وكرهم فوق البلوطة، بل وجد البلوطة قد وقعت كما توقع الخلد، وسحقت تحت ثقلها وكره، بما كان فيه من فراخه مع رفيقته وهنائه.
Bog aan la aqoon