فصاحت هللون: أعطوهم وبحبحوا.
ودخل الخوري بطرس وهو يقول: عجلوا روحوا، جاء المحترم بونا اسطفان. لك البشارة يا ست هللون!
فهتفت هللون: الله يبشرك بالخير، ويرزقك آخرة صالحة.
ودخل المحترم بونا اسطفان الصالون بقامته المربوعة يتغربل ويتدحرج كأنه برميل سنمورة. لون وجهه أسود ولا يعرف من ثوبه إلا إذا تبسم. فلو كان علمانيا لكان (مسودا) بلا صبغة. وعاد الخوري بطرس لاستقبال الواعظ في القاعة، ودار بينهما حديث هللون العجوز وأنها تنتظر بحرارة، تريد أن تسمع وعظ بونا اسطفان.
فقال المحترم: وكيف نعظ امرأة بمفردها، وماذا أقول لها؟
فقال الخوري بطرس: الكلام الذي يدور على لسانك.
فقال الأب اسطفان: قولوا لها تستعد. أنا حاضر.
فنادت هللون بنتها لوسيا لترتب فرشتها وتساعدها على الجلوس جلسة لائقة بكلام الله وبكهنوت الواعظ الجليل.
وبعد هنيهة دخل المحترم البيت يتوكأ على عصاه الأبنوسية، وأعطى هللون يده فقبلتها، ثم ابتدأت المعركة البتراء، وما قال حضرته:
حصاني كان دلال المنايا
Bog aan la aqoon