فقال الخوري: أظن أنك عارفة أن الليلة ليلة البربارة. - وكيف! معلوم عارفة.
فطوقت كاترين عنق ستها وقالت بغنج صبياني بريء: فإذن يا ستي احكي لي حكاية البربارة. - تكرم عيونك ولكن بشرطين: أولا أن تقولي سيرة القديسة بربارة، وثانيا أن تتلثمي لأن بربارة كانت قديسة، ولا يجوز أن تسمعي سيرتها وشعرك منبوش مثل الجنية. اسم الصليب وذكر الصلبان.
فأخذت البنت تتلثم وتتوقر، وتترصن، وأرهفت أذنيها للسمع، وبدأت هللون بقصة القديسة بربارة. وغادر الخوري المكان.
والتفتت البنت إلى ستها مستغربة خروج عمها الخوري حين بدأت ستها بالحكاية القديسة، فقالت العجوز: عمك يا بنتي سمعها في السنكسار أربعين خمسين مرة. ما لك وما له، اسمعي أنت.
بربارة يا بنتي قديسة كبيرة ولها أعظم إكرام في الكنيسة. أبوها وثني اسمه ديو سقوروس. كان يحبها جدا لطباعها الكريمة وجمالها. رباها في حصن منفرد حتى لا تقع عليها عيون الرجال.
فقالت البنت: وكيف قدرت عاشت، وحدها، يا ستي؟
فقالت الجدة: عاشت وحدها لأنها ما كانت مثل بنات اليوم. وفي الحصن أخذت تتأمل في الدنيا وشكت بآلهة أبيها وآمنت بالمسيح له المجد.
فقالت البنت: قلت يا ستي: إنه رباها وحيدة في حصن، فمن دلها على المسيح؟ - إلهام رباني. تقبريني يا شاطرة! بس اسكتي ولا تقاطعيني. ولما بلغت، أراد أبوها أن يزوجها بأمير من أمراء البلد فرفضت، وطلبت منه أن يبني لها حماما فبناه وأمر أن تفتح فيه طاقتان، فأشارت هي أن تفتح فيه ثلاث.
وقالت البنت: ما الفرق بين الثنتين والثلاث طاقات؟
فأجابت هللون: على اسم الثالوث يا بنتي، لا تكثري السؤالات. القصة طويلة حتى نخلصها قبل وصول بونا اسطفان والهيلجي: رسمت القديسة بربارة إشارة الصليب على عمود رخام بالحمام فأثرت أصابعها به، وظل رسم الصليب عليه. ثم أخذت تكسر أصنام والدها وتبزق عليها. ودرى أبوها بعملها فهب ليفتك بها بسيفه، فهربت من وجهه وركض خلفها. وكانت في الطريق صخرة تسدها فانشقت الصخرة حتى مرقت بربارة ثم عادت الصخرة إلى حالها كأنها لم تنشق.
Bog aan la aqoon