وقلت للجراح النطاسي الدكتور حسيب بولس: لا تربط لساني كما تفعل بغيري. لا تخف أن أبلعه فهو الحيلة والفتيلة.
فاتني أن أذكر لك حادثة طريفة: قبل العملية الأولى جاءني كاهن وهو صديق ونسيب، يريد أن يمهد لي الدرب إلى الأبدية، فقلت له: ثق يا ابن عمي أنني لا أحتاج إلى من يدلني على درب بيت أبي، وأنني في غنى عن وسيط يفتح لي الباب. وأنا والرسل جميعا أصحاب فلا بد من أن يفتح لي واحد منهم. ناهيك أن معي جواز سفر من الأب الأقدس، باص ديبلوماسي يساعدني على الدخول، تكفي معه كلمة واحدة لأطهر من آثامي وأدخل الجنة بثيابي، كما يقولون. وقبل وبعد (بعد بكير) يا محترم، فأنا لا أموت في هذه النقلة، وإذا عشت وعشنا وعزناك لا نخبيك.
ومضت المعركة الثانية بسلام، وكان جنودها أطباء وعلماء نطاسيون، وجراح شاب واثق من علمه ومن نفسه، وراهبات ساهرات، وممرضات كأنهن راهبات. فإذا قلت لك: إنني شعرت أثناء إقامتي في المستشفى أن كل من فيه من كبير وصغير، كان يسهر علي ويهمه أن تنجح عمليتي، فصدقني.
أما أريحية الأستاذ سعيد فريحة فإنها كانت فوق وصف الدكتور يوسف حتي لها. جاءني قبل العملية الأخيرة الخطيرة يقول: تقدر أن تأخذ من صندوق الصياد ما تشاء. اطلب ولا تستح. كبر حجرك واضرب.
وأخيرا إني أشكر من عادوني وآسوني في بلواي، وأنا هنا في مقام الشكر. أما العتب فله مكان آخر وسيكون حسابه عسيرا.
Bog aan la aqoon