فصل في ذكر الجمعة وفضلها وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه
وآله وسلم
قال الهادي عليه السلام في الأحكام [ج2 ص533]: من أكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثرت رحمة الله له، ورفع درجته، ومحا سيئته، وإن أفضل أوقات الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليوم الجمعة، وإن أفضل ساعات الجمعة لوقت الزوال، وإن يوم الجمعة لأفضل الأيام وأعظمها عند ذي الجلال والإكرام، وإن ليلة الجمعة لأفضل الليالي، وإن الأعمال لتضاعف في يوم الجمعة وليلتها، وإنما سمي يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه لأداء فرض الصلاة كما أمرهم الله عز وجل حين يقول: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[الجمعة:9]، قال: ومن تعظيم الله لذلك اليوم أن جعله للمسلمين عيدا.
وفيه: ما بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبريل عليه السلام، أنه قال: إن يوم الجمعة يوم القيامة وفيه تقوم الساعة، قال يحيى بن الحسين عليه السلام: ما زلت مذ رويت هذا الحديث يدخلني في كل جمعة وجل، وما ذلك من سوء ظني بربي، ولا قلة معرفة مني برحمة خالقي ؛ ولكن مخافة من لقائه، ولم أقم بما أمرني بالقيام به، وأنهض فيما حضني على النهوض فيه، وجعله أكبر فرائضه علي، وأعظمها عندي ولدي من مباينة الفاسقين، ومجاهدة الظالمين، والنصرة لدين رب العالمين.
Bogga 73