Aghani
الأغاني
Baare
علي مهنا وسمير جابر
Daabacaha
دار الفكر للطباعة والنشر
Goobta Daabacaadda
لبنان
قال فلم تصنع فيه شيئا فقال لها معبد يا هذه أما تقوين على أداء صوت واحد فغضب الرجل وقال له ما أراك تدع هذا الفضول بوجه ولا حيلة وأقسم بالله لئن عاودت لأخرجنك من السفينة فأمسك معبد حتى إذا سكتت الجواري سكتة اندفع يغني الصوت الأول حتى فرغ منه فصاح الجواري يا رجل فأعده فقال لا والله ولا كرامة ثم اندفع يغني الثاني فقلن لسيدهن ويحك هذا والله أحسن الناس غناء فسله أن يعيده علينا ولو مرة واحدة لعلنا نأخذه عنه فإنه إن فاتنا لم نجد مثله أبدا فقال قد سمعتن سوء رده عليكن وأنا خائف مثله منه وقد أسلفناه الإساءة فاصبرن حتى نداريه ثم غنى الثالث فزلزل عليهم الأرض فوثب الرجل فخرج إليه وقبل رأسه وقال يا سيدي أخطأنا عليك ولم نعرف موضعك فقال له فهبك لم تعرف موضعي قد كان ينبغي لك أن تتثبت ولا تسرع إلي بسوء العشرة وجفاء القول فقال له قد أخطأت وأنا أعتذر إليك مما جرى وأسألك أن تنزل إلي وتختلط بي فقال أما الآن فلا فلم يزل يرفق به حتى نزل إليه فقال له الرجل ممن أخذت هذا الغناء قال من بعض أهل الحجاز فمن أين أخذه من جارية كانت لي ابتاعها رجل من أهل البصرة من مكة وكانت قد أخذت عن أبي عباد معبد وعني بتخريجها فكانت تحل مني محل الروح من الجسد ثم استأثر الله عز وجل بها وبقي هؤلاء الجواري وهن من تعليمها فأنا إلى الآن أتعصب لمعبد وأفضله على المغنين جميعا وأفضل صنعته على كل صنعة فقال له معبد أو إنك لأنت هو أفتعرفني قال لا قال فصك معبد بيده صلعته ثم قال فأنا والله معبد وإليك قدمت من الحجاز ووافيت البصرة ساعة نزلت السفينة لأقصدك بالأهواز ووالله لا قصرت في جواريك هؤلاء ولأجعلن لك في كل واحدة منهن خلفا من الماضية فأكب الرجل والجواري على يديه ورجليه يقبلونها ويقولون كتمتنا نفسك طول هذا اليوم حتى جفوناك في المخاطبة وأسأنا عشرتك وأنت سيدنا ومن نتمنى على الله أن نلقاه ثم غير الرجل زيه وحاله وخلع عليه عدة خلع وأعطاه في وقته ثلثمائة دينار وطيبا وهدايا بمثلها وانحدر معه إلى الأهواز فأقام عنده حتى رضي حذق جواريه وما أخذنه عنه ثم ودعه وانصرف إلى الحجاز
معبد يغني للوليد بن يزيد
أخبرني الحسن بن علي الخفاف وعبد الباقي بن قانع قالا حدثنا محمد بن زكريا الغلابي قال حدثني مهدي بن سابق قال حدثني سليمان بن غزوان مولى هشام قال حدثني عمر القاري بن عدي قال
Bogga 60