Aghani
الأغاني
Baare
علي مهنا وسمير جابر
Daabacaha
دار الفكر للطباعة والنشر
Goobta Daabacaadda
لبنان
قال المدائني واجتمع أهل المدينة لإخراج بني أمية عنها فأخذوا عليهم العهود ألا يعينوا عليهم الجيش وأن يردوهم عنهم فإن لم يقدروا على ردهم لا يرجعوا إلى المدينة معهم فقال لهم عثمان بن محمد بن أبي سفيان أنشدكم الله في دمائكم وطاعتكم فإن الجنود تأتيكم وتطؤكم وأعذر لكم ألا تخرجوا أميركم إنكم إن ظفرتم وأنا مقيم بين أظهركم فما أيسر شأني وأقدركم على إخراجي وما أقول هذا إلا نظرا لكم أريد به حقن دمائكم فشتموه وشتموا يزيد وقالوا لا نبدأ إلا بك ثم نخرجهم بعدك فأتى مروان عبد الله بن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن إن هؤلاء القوم قد ركبونا بما ترى فضم عيالنا فقال لست من أمركم وأمر هؤلاء في شيء فقام مروان وهو يقول قبح الله هذا أمرا وهذا دينا ثم أتى علي بن الحسين عليهما السلام فسأله أن يضم أهله وثقله ففعل ووجههم وامرأته أم أبان بنت عثمان إلى الطائف ومعها ابناه عبد الله ومحمد فعرض حريث رقاصة وهو مولى لبني بهز من سليم كان بعض عمال المدينة قطع رجله فكان إذا مشى كأنه يرقص فسمي رقاصة لثقل مروان وفيه أم عاصم بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب فضربته بعصا فكادت تدق عنقه فولى ومضى ومضوا إلى الطائف وأخرجوا بني أمية فحس بهم سليمان بن أبي الجهم العدوي وحريث رقاصة فأراد مروان أن يصلي بمن معه فمنعوه وقالوا لا يصلي والله بالناس أبدا ولكن إن أراد أن يصلي بأهله فليصل فصلى بهم ومضى فمر مروان بعبد الرحمن بن أزهر الزهري فقال له هلم إلي يا أبا عبد الملك فلا يصل إليك مكروه ما بقي رجل من بني زهرة فقال له وصلتك رحم قومنا على أمر فأكره أن أعرضك لهم وقال ابن عمر بعد ذلك لما أخرجوا وندم على ما كان قاله لمروان لو وجدت سبيلا إلى نصر هؤلاء لفعلت فقد ظلموا وبغي عليهم فقال ابنه سالم لو كلمت هؤلاء القوم فقال يا بني لا ينزع هؤلاء القوم عما هم عليه وهم بعين الله إن أراد أن يغير غير قال فمضوا إلى ذي خشب وفيهم عثمان بن محمد بن أبي سفيان والوليد بن عتبة بن أبي سفيان واتبعهم العبيد والصبيان والسفلة يرمونهم ثم رجع حريث رقاصة وأصحابه إلى المدينة وأقامت بنو أمية ب ذي خشب عشرة أيام وسرحوا حبيب بن كرة إلى يزيد بن معاوية يعلمونه وكتبوا إليه يسألونه الغوث وبلغ أهل المدينة أنهم وجهوا رجلا إلى يزيد فخرج محمد بن عمرو بن حزم ورجل من بني سليم من بهز وحريث رقاصة وخمسون راكبا فأزعجوا بني أمية منها فنخس حريث بمروان فكاد يسقط عن ناقته فتأخر عنها وزجرها وقال اعلي واسلمي فلما كانوا بالسويداء عرض لهم مولى لمروان فقال جعلت فداك لو نزلت فأرحت وتغديت فالغداء حاضر كثير قد أدرك فقال لا يدعني رقاصة وأشباهه وعسى أن يمكن الله منه فتقطع يده ونظر مروان إلى ماله ب ذي خشب فقال لا مال إلا ما أحرزته العياب فمضوا فنزلوا حقيلا أو وادي القرى وفي ذلك يقول الأحوص
( لا ترثين لحزمي رأيت به
ضرا ولو سقط الحزمي في النار )
( الناخسين بمروان بذي خشب
والمقحمين على عثمان في الدار )
Bogga 31