وهذا اصطلاح فلسفي يمكن تبسيطه وتقريبه بلغة الكلام الشائع في كل يوم.
فهم يؤمنون بأن الوجود الحقيقي إنما هو وجود الأفراد، وإنما النوع كله اسم من الأسماء لا وجود له في الخارج.
زيد وعمرو وإبراهيم ويوسف وفلان وعلان - هؤلاء موجودون حقيقيون لا شك في وجودهم، ولكن «الإنسان» أو النوع الإنساني كلمة لا حقيقة لها في الخارج، ولا يراد بها إلا تقريب التصور والإدراك.
وما دام الأمر كذلك ...
وما دام الفرد هو الحقيقة الموجودة فمن الظلم أن نضحي به في سبيل الكلمة الوهمية أو الصورة الخيالية التي تجري على اللسان ولا تظهر للعيان.
كيف يتقرر وجود الفرد؟
إن الفرد هو الموجود فمن حقه أن يقرر وجوده أو أن يثبت وجوده قبل كل شيء، وليدع كلمة «الإنسان» موزعة بين الجميع تصدق على هذا كما تصدق على ذاك، ولا أثر لها في تحقيق الوجود أو إبطال الوجود.
ومن هنا يبدأ الخلاف بين الوجوديين أنفسهم، وكلهم مع ذلك وجوديون.
فما هي الطريقة التي يقرر بها الفرد وجوده ويتحرر بها من الوهم والخيال؟
عند فريق من الوجوديين أن وجود الفرد يتقرر ويتحقق بإطلاق العنان لرغباته وشهواته يفعل ما يشاء ولا يبالي العرف أو الدين.
Bog aan la aqoon