صرخت: شيء مضحك ... رواية هزلية ... المحروس سيتزوج من تحية!
تساءل كرم ببرود مدمن ذاهل دائما : حقا؟!
وهتفت حليمة مخاطبة ابنها: تحية؟! ... أي جنون؟ ... إنها أكبر منك بعشرة أعوام!
لم ينبس، صحت أنا: لعب أطفال ... سأمنع هذا بالقوة.
فصاحت حليمة: لا تزد الأمور سوءا.
فصرخت بجنون: سأهدم البيت على من فيه!
فقالت لي ببرود: خذ ملابسك، ومع السلامة ...
فغادرت المكان، وأنا أقول بتحد: باق على أنفاسكم حتى النهاية. •••
ذبيح الكرامة، مهين الفحولة، مضغوط القلب، مهجور الأمل، يشتعل قلبه من جديد، بعد أن ظن أن الروتين قد أخمده. كنت أتوهم أن تحية ملكي مثل الحذاء المطيع، كنت أنهرها وأهينها وأضربها، كنت أتصور ألا حياة لها بدوني، وأنها تفرط في حياتها قبل أن تفرط في، فلما تلاشت بحركة مباغتة ماكرة قاسية، تلاشى معها الأمن والثقة والسيادة، وحل الجنون. وبزغ الحب من ركن مظلم غائص في الأعماق، ينفض عن ذاته سبات البيات الشتوي؛ ليبحث عن غذائه المفتقد. لاحت خلف شراعة الباب تلبية لنداء الجرس، عكست عيناها نظرة ارتباك مثل نطق ملعثم، ولكنها لم تتراجع، متحدية أزمة مصيرها. تفرست في الصورة الجديدة المتحررة من الإذعان الأبدي، المتطلعة إلى الجديد، وهي تنزلق فوق الحد الفاصل الذي يستثير كوامن الجريمة. - افتحي الباب يا تحية. - أنت تعرف الآن كل شيء. - هل تتركينني في الخارج كالغريب؟ - طارق، ماذا أقول؟ لعله خير لكلينا، وهو النصيب والقسمة. - إنه عبث وجنون. - كان علي أن أخبرك بنفسي. - ولكني لا أصدق ... افتحي. - كلا ... إني أعاملك بشرف. - ما أنت إلا عاهرة! - حسن ... دعني في سلام. - لن يحدث ذلك أبدا. - سوف نتزوج في الحال. - تلميذ ... مجنون ... نصف أعمى ... - سأجرب حظي. - افتحي الباب يا مجنونة. - كلا ... لقد انتهى كل شيء. - مستحيل ... - ذاك ما حدث. - لن تعرفي الحب إلا بين يدي! - لا يمكن أن تمضي الحياة على ذاك النحو. - لم تبلغي بعد سن اليأس؛ فلم ترتكبين الحماقات؟ - لنفترق بسلام ... أرجوك ... - إنها نوبة يأس خادعة ... - كلا ... - إني خبير بالأطوار الشاذة، التي يتعرض لها أمثالك! - سامحك الله! - يا مجنونة ... متى تغيرت؟ - لم أرتكب في حقك أي خطأ ... - عشت الكذب فترة ما ... - لا تتماد فيما لا فائدة منه. - إنك أول عاهرة.
ولكنها أغلقت الشراعة. •••
Bog aan la aqoon