وقال الفراء «فإن جاء غير ما ذكرنا من الشواذ فقليل.
وهذا مذهب الكوفيين.
فأما أهل البصرة: «سيبويه (¬1)» وأصحابه، فإنهم إنما ذكروا ما ذكرناه من أمر المضاعف فى باب الخصال خاصة (¬2).
فقال «سيبويه»: واعلم أن ما كان من التضعيف فى هذه الأفعال التى ليست بأعمال تعداك إلى غيرك، فإنه لا يكاد يكون فيه «فعل، وفعلت» يعنى من أفعال الخصال خاصة؛ لأنهم يستثقلون الضم والتضعيف، فلما اجتمعا حادوا عنهما (¬3)».
والباب يجئ على جلس يجلس نحو: ذل يذل.
وقد قالوا أيضا: شححت: أشح، كما قالوا بخلت أبخل؛ لأن الكسرة أخف عليهم من الضمة، ألا ترى أن فعل أكثر فى كلامهم من فعل، والياء أخف من الواو وأكثر «3»، فدل بكلامه على أنه عدل «بفعل يفعل» فى هذه الخصال خاصة من المضاعف إلى «فعل يفعل»، وقد ردوها أيضا فى القليل إلى «فعل يفعل» مثل: شححت تشح، وبخلت تبخل، فرارا من الضم إلى الفتح والكسر، من نحو ما ذكره «يونس» (¬4) من لببت تلب على أصل الباب مثل:
ظرف يظرف، وحسن يحسن.
Bogga 59