167

Adwa Cala Sunna

أضواء على السنة المحمدية

Noocyada

اليد اليهودية في تفضيل الشام ذكرنا لك من قبل (1) أن إشادة كهان اليهود إلى أن ملك النبي سيكون بالشام إنما هو الامر خبئ في أنفسهم ، ونبين هنا أن الشام ما كان لينال من الاشادة بذكره ، والثناء عليه ، إلا لقيام دولة بنى أمية فيه ، تلك الدولة التى قلبت الحكم من خلافة عادلة إلى ملك عضوض ، والتى تحت كنفها وفي أيامها نشأت الفرق الاسلامية التى فتت في عضد الدولة الاسلامية ومزقتها تمزيقا واستفاض فيها وضع الحديث ، فكان جديرا بكهنة اليهود أن ينتهزوا هذه الفرصة وينفخوا في نار الفتنة ، ويمدوها بجيوش الاكاذيب والكيد وكان من هذه الاكاذيب أن بالغوا في مدح الشام وأهله ، وأن الخير كل الخير فيه ، والشر كل الشر في غيره . وعلى أنه قد مر بك ذرو مما قاله هؤلاء الكهنة في أن ملك النبي سيكون بالشام ، وأن معاوية قد زعم أن رسول قد قال له إنه سيلى الخلافة من بعده . وطلب منه أن يختار الارض المقدسة التى فيها الابدال ، فإنا نكشف هنا عن جانب آخر من كيد الدهاء اليهودي للمسلمين ودينهم وملكهم ، ذلك أنهم لم يكتفوا بما قالوه في الشام مما أتينا على بعضه من قبل ، بل زادوا على ذلك بأن جعلوا الطائفة الظاهرة على الحق تكون في الشام كذلك ، وحتى نزول عيسى الذى قالوا عنه سيكون بأرضه . . . فقد جاء في الصحيحين : لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، روى البخاري هم بالشام (2) . وفي مسلم عن أبى هريرة أن النبي قال : لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة . قال أحمد وغيره : هم أهل الشام . ولما فتحت بلاد الاندلس جعلوها هذا الغرب المقصود ، في الحديث وأطلقوا

---

(1) ص 151 . (2) في رواية أبى أمامة الباهلى أنهم لما سألوا النبي قال : بيت المقدس وأكناف بيت المقدس . ص 333 ج 1 نهاية الارب . (*)

--- [ 171 ]

Bogga 170