162

Adwa Cala Sunna

أضواء على السنة المحمدية

Noocyada

تكذيب الصحابة لكعب كان الصحابة - كما علمت - يثقون بكعب أول الامر ، ولكن ما لبث بعضهم أن فطن له بعد ما تبين من كذبه وانكشف من أمره ، فنزعوا عنه ثوب الثقة وشكوا في أخباره ، بل كذبوه وإن كان بعضهم أمثال أبى هريرة والعبادلة وغيرهم قد ظلوا على تصديقه ، والاخذ عنه حتى لقى ربه . وقد نهى عمر كعبا عن الحديث وأوعده بالنفى إلى بلاده ، وقال له : لتتركن الحديث أو لالحقنك بأرض القردة (1) - وكان على يقول : إنه لكذاب . وروى البخاري عن الزهري أن حميد بن عبد الرحمن سمع معاوية يحدث رهطا من قريش وذكر كعبا فقال : إنه من أصدق (2) هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب . وأخرج ابن أبى خيثمة بسند حسن عن قتادة قال : بلغ حذيفة أن كعبا يقول : إن السماء تدور على قطب كالرحى ، فقال : كذب كعب ، إن الله يقول : " إن الله يمسك السموات والارض أن تزولا " (3) ، وقال ابن عباس لرجل مقبل من الشام : من لقيت ؟ قال : كعبا ، قال : وما سمعته يقول ؟ قال : سمعته يقول إن السموات تدور على منكب ملك . فقال : كذب كعب . أما ترك يهوديته بعد ! ثم قرأ : " إن الله يمسك السموات والارض " . . . الآية (4) . والاخبار في ذلك كثيرة فنجتزئ بما قدمناه .

---

(1) ص 106 ج 8 البداية والنهاية . (2) هناك رواية أخرى (أمثل) . (3) ص 323 ج 1 من الاصابة لابن حجر . (4) ص 139 من كتاب الكافي الشاف لابن حجر العسقلافى . (*)

--- [ 166 ]

Bogga 165