145

Adwa Cala Sunna

أضواء على السنة المحمدية

Noocyada

في زمن عثمان فاستصفاه معاوية وجعله من مستشاريه لكثرة علمه (1) ، كما كانوا يفهمون ، وهو الذى أمره أن يقص في بلاد الشام (2) وبذلك " أصبح أقدم الاخباريين في موضوع الاحاديث اليهودية والاسلامية ، وبواسطة كعب وابن منبه وسواهما من اليهود الذين أسلموا تسربت إلى الحديث طائفة من أقاصيص التلمود - الاسرائيليات - وما لبثت هذه الروايات أن أصبحت جزءا من الاخبار الدينية والتاريخية . وقال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ إنه قدم من اليمن في دولة أمير المؤمنين عمر فأخذ عنه الصحابة وغيرهم وروى عن جماعة من التابعين مرسلا مات بحمص (3) في سنة 32 أو 33 أو 38 بعد ما ملا الشام وغيرها من البلاد الاسلامية اليهودية برواياته وقصصه المستمدة من الاخبار ، كما فعل تميم الدارى في الاخبار النصرانية (4) . سبب إسلامه : افتجر هذا الكاهن لاسلامه سببا عجيبا ليتسلل به إلى عقول المسلمين وقلوبهم ! فقد أخرج ابن سعد بسند صحيح عن سعيد بن المسيب قال : قال العباس لكعب : ما منعك أن تسلم في عهد النبي وأبى بكر ؟ فقال : إن أبى كتب لى كتابا من التوراة ، فقال أعجل به ! وختم على سائر كتبه ، وأخذ

---

(1) ص 164 من الاسلام والحضارة العربية ، وكيف لا يوصف كعب بكثرة العلم وقد قال لقيس بن خرشة القيسي : ما من شبر في الارض إلا وهو مكتوب في التوراة التى أنزل على نبيه موسى عليه السلام ما يكون عليه وما يخرج منه إلى يوم القيامة - رواه الطبري والبيهقي في الدلائل . وص 533 ج 2 من الاستيعاب لابن عبد البر . (2) ص 323 ج 5 في الاصابة . (3) على أن كعبا قد مات بحمص ودفن بها فإنهم في مصر قد جعلوا له قبرا أقاموا عليه قبة عالية يزورها الناس ويتبركون بها ، وهذه القبة قائمة بمسجد كبير في شارع الناصرية في القاهرة تنفق عليه وزارة الاوقاف من أموالها ، وحمص التى دفن فيها كعب ليست كغيرها من بلدان المسلمين فقد رووا فيها حديثا رفعوه إلى النبي صلى الله عليه وآله هذا لفظه : " ليبعثن الله تعالى من مدينة بالشام يقال لها " خمص " سبعين ألفا يوم القيامة ، لا حساب عليهم ولا عذاب " ، ولا ريب أن هذا كله من بركات جثمان سيدنا كعب . . ومن حقه على الله ! ! ومن العجيب أنهم أسندوا هذا الحديث إلى عمر ! ! (راجع الجزء الثاني من الجامع الصغير للسيوطي) . وذكر ابن جبير في رحلته أن بالجيزة قبرا لكعب الاحبار ص 25 . (4) ص 97 ج 2 ضحى الاسلام . (*)

--- [ 149 ]

Bogga 148