يزين واجهة الضريح عناصر معمارية عبارة عن دخلات على هيئة محاريب مجوفة عددها فى الجدار الشرقى أربع دخلات شكل (5) والجنوبي دخلتان، ويبلغ عرض الواحدة منها 60سم وارتفاعها 1.60م وبعمق 10سم، وقد فتح فى الجدار الجنوبي للضريح المدخل مما جعل الفنان لا يعمل إلا دخلتين فقط. ويكتنف كل دخلة عموداين مندمجان ليس لهما تيجان يقوم عليهما عقد مدبب شبيه بالعقد الفاطمي المسمى خطأ " العقد الفارسي" وهذه الدخلات قد عملت على غرار التجاويف الشبيهة بالطاقات المتراجعة على بوابة مسجد الحاكم التى تعد أقدم بوابة فى باقية عمارة مصر الإسلامية . وتقع هذه الحنايا فى الجانب الشرقى منها (لوحة7) بينما تعد أجمل الحنايا المجوفة التى تزين واجهة مسجد الأقمر (لوحة 8)، على جانبي البوابة وعلى طراف القسم العلوي الشرقى للواجهة كما أنها اتخذت على هذه الواجهة من الأعمدة أشكالا زخرفية(1). ولعله من المحتمل أن المعمار الصليحى بضريح السيدة قد قلد تلك الحنايا التى تزين واجهة مسجد الحاكم والأقمر والصالح طلائع، وذلك لما كانت عليه الدولتان من علاقات طيبة. وأرجح أن تكون هذه الحنايا التى اتخذت أشكال المحاريب ذات علاقة بما يسمى عند الشيعة بالتربة التى يضعها المصلى الشيعي تحت جبهته فجاءت معبرة عن مكان الصلاة فى المساجد الفاطمية فى مصر على اعتبارها شيعية وكذلك على ضريح السيدة ليشاهدها المصلى أثناء صلاته فى مسجد جبله وهى أن الدولة الصليحيه امتداد طبيعي للدولة الفاطمية الشيعية المذهب وهذه التربة ينقش عليها أشكال محاريب.
العناصر الزخرفية للضريح:
تنقسم العناصر الزخرفية إلى كتابية وزخرفية .
أولا: العناصر الكتابية:
يزين جدران الضريح من الخارج زخارف كتابية بالخطين الكوفي(1) والنسخي(2) ،وقد نفذ الخط الكوفي بالحفر البارز وهو من النوع الكوفي المزهر على مهاد من التفريعات النباتية الجصية البديعة التكوين، وقد نفذت فوق هذه الأرض المحتشدة بالزخارف الجصية الحروف البارزة حيث ظهر هذا النوع من الخط الكوفي المزهر المتطور عن الخط الكوفي البسيط والمورق فى مرحلته الأولى فى أواخر القرن الخامس الهجري/11م الحادي تعشر الميلادي والذى يمتاز بنقش الكتابات على مستويين: مستوى الحروف العريضة البارزة، ومستوى الأرضية من ورائها المليئة بالزخارف المستقلة فى رسومها ، والتفاف حركاتها عن الكتابات وقد راعى الخطاط أن تكون التكوينات الزخرفية النباتية التى تمثل خلفية الكتابة خفيفة المظهر والحركة بحيث تكون الحروف الكتابية بارزة على تلك الزخارف، وتنص الكتابات التى تشغل إطارا يدور حول واجهتي الضريح المطلتين على المسجد والتي تبدأ من الجهة الشرقية على:
بسم الله الرحمن الرحيم.
{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن}
والجهة الجنوبية نصها
{زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (3)}والحمد لله.
Bogga 66