وأما بالنسبة لعرب وسط الجزيرة فقد كان من عاداتهم السابقة للإسلام مجاورتهم لقبر الميت وذلك اعتقادا منهم بأن الميت يشعر بوجودهم ويأنس بهم(1) إضافة إلى أن العرب قبل الإسلام قد نصبوا على قبور موتاهم الخيام لأقامة أهل الميت فيها حيث يستقبلون بها من يأتي للزيارة وتقديم التعازي لهم(2).
مما سبق يتضح أن الأضرحة كانت معروفة لدى إنسان الجزيرة العربية قبل الإسلام وقد نصبت فوقها الخيام وربما أن هذه العادة هي التي استمرت في صدر الإسلام من ضرب الخيام على قبور الموتى كما سنرى.
أما عن الأضرحة في العصر الإسلامي ... فقبل الخوض فيها نعرج إلى حالة اليمن عند مجيء الإسلام حيث كانت تعيش اليمن أثناء ظهور الإسلام حالة من التفكك السياسي والتمزق القبلي والتخبط الديني , حتى استجابت للدين الإسلامي الحنيف بجميع فئاته وشرائحه , وما إن جاءت السنة السادسة حتى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عالمه على اليمن وبر بن يحنس الأنصاري ببناء مسجد صنعاء وحدد له رسول الله مكانه وقبلته ,حيث أمره ببناء المسجد فيما بين الصخرة الململمة إلى قصر غمدان في بستان بأذان وأن يستقبل به جبل ضين , ولذا يحق لنا أن نعتبر أن أول مسجد بني خارج مدينة رسول الله هو مسجد صنعاء بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وما إن جاء معاذ بن جبل في السنة التاسعة للهجرة النبوية حتى أمره الرسول صلى الله عليه وسلم ببناء مسجد الجند فكان حيث بركت به ناقة رسول الله وكان معاذ قد أمر ببناء المساجد على طول طريقة , حتى وصل إلى الجند .
Bogga 36