الأضرحة المندرسة من القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي تميز هذا القرن بتعدد طرزه وتنوع عمارته ما بين شمال اليمن ووسطها، في الشمال تقع مدينة صعدة والتي وجد فيها طراز متميز لعمارة الأضرحة، فقد يكون فيها الضريح فيها من قاعة وسطية مغطى بقبة كبيرة تفتح من ثلاث جهات على قاعات أخرى غطيت بقباب صغيرة وتمثل هذا التخطيط بضريح الهادي ذي القبة الكبيرة وأضرحة المرتضى والناصر والمختار ذي القباب الصغيرة، ويتشابه هذا التخطيط في بعض الوجوه مع ضريح صلاح الدين بصنعاء.
كما تميز هذا الضريح بوجود أضرحة ذات قباب مضلعة وتمثل ذلك في ضريح المهدي على بن محمد. إضافة إلى الأضرحة المغطاة بقباب نصف كروية كضريح الفليحي وضريح المؤيد بذمار. إلى جانب الأضرحة المندرسة من هذا القرن وهي ضريح بدر الدين الحلبي وضريح جهة الطواشي شهاب الدين صلاح وضريح الشيخ طلحة الهتار.
الفصل الأول
ضريح الفليحي بصنعاء
الموقع:
يقع ضريح الفليحي إلى الغرب من مسجد الفليحي الواقع في الجهة الشمالية من مدينة صنعاء على الطريق النافذة من السائلة إلى باب شعوب في حارة الفليحي وما يزال هذا المسجد عامرا حتى اليوم.
وينسب إلى الحاج أحمد عبد الله الفليحي، وذلك بناء على ما ورد منقوشا على الشريط الكتابي على الجدار الغربي للضريح والمنفذ على الجص بخط الثلث، بشكل شريط يدور حول جدران الضريح ومما ينص على " أمر بعمارة هذه القبة المباركة العبدان الفقيران إلى الله تعالى راجيا مغفرة ربهما والوالدان أحمد بن عبدالله الفليحي وأخيه... الفليحي.. لقا الله..." وأشار الحجري إلى أن المسجد ينسب بناؤه إلى الحاج أحمد عبدالله الفليحي في سنة (665ه/1171م) وينتمى إلى أسرة نزحت من ثلا (1) إلى صنعاء.
Bogga 174