وقد نشأ على ثروة ورعونة على ما جرت عليه أولاد الكتاب والمتنعمين بقرب الدولة فقد كان أبوه كاتبا للملك المسعود بن الملك الكامل(1). وقد نشأ فى بيئة علمية مزدهرة وثقافة وفيها تلقى علومه وتتلمذ على يد أشهر فقهاء وقته وتلقى تعليمه الصوفي على يد الشيخ شمس الشموس أبو العيث بن جميل (560-651ه/11561243م ) والذى كان مقره بيت عطا(2)، ويعتبر الشيخ فيلسوف الصوفية فىعصر بنى رسول إذ طلع طلوعا فكان قارئا كاتبا فاضلا (3). وتتفق جميع الروايات التاريخية على ان الشيخ دعته نفسه بعد وفاة أبيه إلى قصد باب السلطان ليعرض خدمته عليه بدلا عن أبيه، ولكن ما حدث له فى الطريق من أمور(4) دعته إلى العودة إلى بيته ثم ارتحل إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل فأخذ عنه اليد وألبسه الخرقة الشريفة فكان آمر بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخاف فى الله لومة لائم(5).
Bogga 156