49

عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات

عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات

Noocyada

فعن حذيفة ﵁ قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: " إن حوضى لأبعد من أَيَلَةَ مِن عَدَنٍ (١)، والذى نفسى بيده! إنى لأزودُ عنه الرجال كما يَزُودُ الرجلُ الإبلَ الغريبةَ عن حوضه "، قالوا: يا رسول الله! أو تعرفنا؟ قال: " نعم تَرِدُون علىَّ غُرًّا مُحَجَّلينَ من آثار الوضوء. ليست لأَحدٍ غَيْرِكُم " (٢) . ... ولو افترضنا أن المراد بالأصحاب فى الحديث، الأصحاب فى زمنه ﷺ. فالمراد بهم: الذين صاحبوه صحبة الزمان والمكان مع نفاقهم، كما سبق من قوله تعالى: ﴿ما ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ (٣) . وعلى هذا فالمراد بالمرتدين من أصحابه فى الحديث هم الذين ارتدوا من الأعراب على عهد الصديق ﵁. وقد علمت أن التعريف الإصطلاحى للصحابة يخرج من ارتد ومات على ردته - والعياذ بالله -.

(١) أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر حاليًا) مما يلى الشام. معجم البلدان ١/٣٤٧، وعدن: مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. معجم البلدان ٤/١٠٠، وبحر الهند يسمى الآن المحيط الهندى. (٢) أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الطهارة، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل فى الوضوء ٢/١٣٧ رقم ٢٤٨. وينظر: مختصر التحفة الإثنى عشرية ص ٢٧٢. (٣) الآية ٢ من سورة النجم.

1 / 49