إنه عذاب دائم يتدفق، وطوفان من اللهب تغذيه منابع كبريت لا تخبو جذوته، ولا ينضب له معين.
هذا هو المكان الذي أعده العدل السرمدي لأولئك العصاة؛
إذ حكم عليهم بهذا السجن الدامس البهيم، فابتعدوا فيه عن الله وعن نور السماء.»
وأهم ما في ترجمة الدكتور محمد عناني أنه حافظ رغم أمانته ودقته، على روح ميلتون؛ فهو إذن قد نجا من مصير المترجم الذي يستعبده النص فهو في هلعه الدائر من إضافة أنملة أو حذف أنملة أو تغيير أنملة، يقتل الشعراء والروائيين وكتاب المسرح كالدبة التي قتلت صاحبها، وأنه رغم محافظته على ميلتون لم يتوسع في الاجتهاد والتصرف بما يجافي الأمانة الصادقة، بل لم يستبح لنفسه ابتكار الفنان الفاشل الذي يعجز عن الإبداع فيختال ويحتال بإبداع الغير حتى قيل فيه: «أيها المترجم، أيها الكذاب!»
وأهم من هذا وذاك أنه نجا من غواية اللغة العربية التي كان يمكن أن تستدرجه إلى حتفه بفخامتها وطنطنتها. فقد وجد ما يكفيه من الفخامة والطنطنة في لغة ميلتون، الذي كان يكتب الإنجليزية وكأنه يكتب اللاتينية. فله منا صادق التهنئة والشكر على ما قد بذل من جهد كبير.
عن الفردوس المفقود
حين يتحدث الدكتور لويس عوض عن عمل ما فيصفه بأنه تحفة في الترجمة وفي الأدب جميعا، وبأنه يجمع بين الأمانة الأكاديمية وجزالة العبارة ... وأنه يستحق منا أصدق التحية؛ لأنه جدد لنا تقاليد الترجمة كفن جميل - حين يقول كل ذلك ثم يضع صاحب العمل في صحبة طه حسين ومحمد عوض وحسن عثمان، فلا يسع صاحب العمل إلا أن يسعد السعادة كلها، وأن يتقدم بالشكر الجزيل لهذه اللفتة التي تؤكد رأي كبار أساتذة الأدب والترجمة في مصر، ومنهم من راجع النص أولا ثم اختار الكتاب لجائزة الدولة التشجيعية في الترجمة الأدبية لملحمة الفردوس المفقود للشاعر جون ميلتون.
وقد كان يكفي صاحب العمل تقديم هذا الشكر، لولا أن الدكتور لويس عوض رأى أن يبدي ملاحظات على ترجمة بعض العبارات والألفاظ مما لا يتسع له مجال الصحيفة اليومية، فجعل غير المتخصصين يتصورون أن الترجمة غاصة بالأخطاء، ومع ذلك فلقد رأيت إحقاقا للحق، وحتى لا يسيء البعض إدراك مرمى الدكتور لويس عوض؛ أن أوضح الأسباب التي دفعتني إلى اختيار صيغة دون سواها، أو معنى دون سواه؛ استنادا إلى أمهات الكتب وكبار الأساتذة الإنجليز.
أما أول ملاحظة فتختص بتسمية
Satan
Bog aan la aqoon