وفي ليلة غاب فيها أبي وأمي قررت التجسس عليهما، رفعت عنهما الغطاء لأكشف عن الحق من الباطل، ولأول مرة أشهد كيف ينتفض الجسد باللذة، كيف تتلاشى برودة البلاط وأحزان الطفولة، كيف تتحول عفونة السوائل المنوية إلى عطر، والمدنس يصبح مقدسا، وتزول من فوق وجه الأرض بقع الدم والدمع.
رأيتهما «الاثنان» معا، هو يمسح بشفتيه دموعها الهابطة من الرأس إلى القدم، وهي تسرح شعر عانته الغزير بالمسك، كما كانت تفعل أمي بشارب أبي ولحيته، بينما موسيقى كحرية تنبعث من السماء تبارك الحب، كأنما هي الصلاة يؤديها الصبي وأختي تحت السرير فوق البلاط.
ظللت قابعة في مخبئي، متكورة حول نفسي كالقنفذ، أشهد بلوغهما القمة، المرة بعد المرة، حتى أذان الفجر، وحاولت الوقوف على قدمي في النهاية دون جدوى، كانت عظامي تلين من تحتي كالعجين، وشحنات الدم العذري تلهب وجهي، مهانة الغيرة كالجنين، تملؤني بالسائل المر، المتراكم في أحشائي منذ الطفولة.
غضبت من الصبي إلى حد الكره، بدأت أثير غضبه أو غيرته علي، فأظهر الشبق لرجال كبار من زملاء أبي، إن لم يكن هناك رجل إلا أبي أحاول معه أيضا، حتى أثرت غيرة أمي وغضبها، أصبحت تصفعني على وجهي المرة بعد المرة، وإن هربت منها تصفع أختي نيابة عني.
كنت أهرب مع أي رجل يصادفني، أبتلع في جوفي جرعات السبرتو الأحمر، بهدف قتل الجنين بالسم، أو إفراغ جوفي من السائل المر، أمضغ بين أسناني قطعة حشيش، وأعض بأنيابي أي خازوق، وأحرض أختي أن تفعل مثلي، ومراهقات كثيرات من عمرنا، أحرضهن على المقاومة والظهور من تحت الحجب، أو الكشف عن وجوههن المختفية تحت المساحيق.
كانت أختي تترنح مثلي بعد أن تشرب السم، ومن حولها العذراوات يؤدين رقصة الملائكة، والمساحة ضيقة تشبه الغرفة التي نعيش فيها، لكنها مفتوحة على السماء، وأنا أرقص تحت ضوء القمر، لم أدرك أنني عارية إلا حين رأيت نفسي في المرآة، وكانت أختي إلى جواري واقفة، تكاد تلتصق بي.
رأيت لأول مرة بطنها المرتفع المملوء بالفرح والحزن، يرمقه أبي وهو راقد في السرير، يبربش بعينيه ويرمقه، يزم شفتيه ويرمقه بضيق، كأنما ينظر إلى نفسه في المرآة.
ثم انغلقت بوابات السماء المفتوحة، راحت الشمس وراح القمر وعمت الظلمة، دخلت إلى الشق الذي أنام فيه فوق السرير، في المساحة بين أختي وأمي، كانت أمي غائبة في النوم، وأختي لم تكن موجودة، بحثت عنها في كل مكان، ثم وجدتها راقدة فوق البلاط تحت السرير، عيناها مغلقتان وبطنها مفتوح بالسكين.
وضعت رأسي فوق صدرها كما أفعل كل ليلة، وبكيت دون صوت، حتى لا أوقظ أمي أو أبي، وهمست في أذنها: إذا نجحت في دخول الجنة فستحملين لقب القتيلة. وهمست أختي في أذني: حانكون قتيلتين مش قتيلة واحدة. وأدركت لأول مرة أن أختي هي أنا.
Bog aan la aqoon