عظماء الدنيا مجتمعين لتعادلت الكفتان ، او رجحت كفة الحسين ، وما هذه المجموعة ( الشبرية ) الا نقطة من بحر ، وحبة من رمل ، والسر الاول والاخير يكمن في المبدأ الذي مضى عليه الحسين ، واشار اليه بقوله ؛ وهو في طريقه الى ربه : ( امضى على دين النبي ): اذن ، تعظيم الحسين تعظيم لدين النبي.
وقد يقال : ان مسألة النظم في الحسين (ع) مسألة طائفية ، لا مسألة اسلام وانسانية؟.
ونقول في الجواب : ان تمجيد الثورة ضد الظلم والطغيان هو تمجيد للانسانية نفسها ، حتى ولو كان الدافع الطائفية او الحزبية او القومية ، فان الثورة الفرنسية والجزائرية والفيتنامية ثورات قومية ، ومع ذلك فهي انسانية ، ومصدر الإلهام لكثير من الثورات.
وبهذه المناسبة انقل هذا المقطع من كتابي ( الاثنا عشرية ):
ان التطور لم يقف عند حدود المادة ، بل تعداها الى الافكار واللغة ، لانها جميعا متلازمة متشابكة لا ينفك بعضها عن بعض ، وكلمة الحسين كانت في البداية اسما لذات الحسين بن علي (ع) ثم تطورت مع الزمن ، واصبحت عند شيعته وشيعة ابيه رمزا للبطولة والجهاد من اجل تحرير الانسانية من الظلم ولااضطهاد ، وعنوانا للفداء والتضحية
Bogga 11