218

( كامل الزيارة ) ص 261 : ان علي بن الحسين لما نظر الى اهله مجزرين وبينهم مهجة الزهراء بحالة تذيب القلوب ، اشتد قلقه ، فلما تبينت ذلك منه زينب أخذت تصبره قائلة:

مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ، فوالله إن هذا لعهد من الله الى جدك وابيك ، ولقد أخذ الله ميثاق اناس لا تعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون في اهل السماوات ، إنهم يجمعون هذه الاعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها ، وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لايدرس أثره ولا يمحي رسمه على كرور الليالي والايام ، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علوا.

هذا هو الايمان الصادق ، وهذا هو السر الذي أخبرت به الحوراء عن عقيدة راسخة مستمد من ينبوع النبوة وفيض الامامة أتراها كيف تخبره متحققة ما تقول وتوكد قولها بالقسم إذ تقول : فوالله إن هذا لعهد من الله. ثم افتكر في مدى علمها وقابليتها لتقبل هذه الاسرار التي لا تستودع إلا عند الاوصياء والأبدال ولا تكون إلا عند من امتحن الله قلبه للإيمان. وهكذا كانت ابنة علي كلما عضها الدهر بويلاته ولج بها المصاب انفجرت كالبركان تخبر عن مكنونات النبوة واسرار الإمامة ، اقول ومن هذا الحديث ترويه أم أيمن وهو من أصح الاخبار سندا ، كما ورد على لسان ميثم التمار في حديث جبلة المكية : إعلمي يا جبلة ان الحسين بن علي سيد الشهداء يوم القيامة ، ولأصحابه على سائر الشهداء درجة وورد على لسان زين العابدين كما في الكامل لإبن قولية ص 268 قال : تزهر أرض كربلاء يوم القيامة كالكوكب

Bogga 241