قيل له: وما طهارته؟ قال: ترك ما اضطرب القلب عليه ورابك منه تورعًا، دقّ أو جلّ، ثم تطهره من التعلق بالشهوات، والاشتغال بها، فإذا أنت فعلت ذلك صقلت قلبك، فصار لك مرآة بالتورع؛ فكلما تفكرت شيئًا من أمر الآخرة، تمثل في مرآتك، حتى تصير الآخرة لك معاينة، فإذا منعت قلبك عن حريق الشهوات، كما تصون مرآتك عن حرارة أنفاسك، تمثل في قلبك الملكوت، حتى يصير أمر السموات إلى العرش لك معاينة، تبصره بعيني قلبك، كأنك تنظر إليه، كما قال حارثة ﵁: يا رسول الله، كأني أنظر إلى عرش ربي بارزًا، وإلى أهل الجنة كيف يتزاورون، وإلى أهل النار كيف يتعاوون، فقال رسول الله ﷺ: عرفت فالزم. عبد نوّر الله الإيمان في قلبه. فإذا صنت قلبك فصنه
بعد ما ذكرنا عن النظر إلى نفسك إعجابًا وفرحًا، بالغطاء لها انقطعت الأسباب منك، وصفًا لك طريقك إلى الله ﷿ بلا غبار ولا غيم، فلا يغان على قلبك،
1 / 36