204

Adabka Nabawiga

الأدب النبوي

Daabacaha

دار المعرفة

Lambarka Daabacaadda

الرابع

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

٨٢- باب: فضل ستر العورة عن عقبة بن عامر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤدة»، [الحديث أخرجه أبو داود والنسائي «١»] . اللغة: العورة: كل ما يستحيا منه إذا ظهر، وكل عيب وخلل في شيء هو عورة، والموءدة: التي تدفن في التراب حية، وإحياؤها: إنقاذها مما يراد بها. الشرح: ستر العورات والعيوب من الأمور المرغب فيها لأن كشفها وإفشاءها مما يورث الضغينة «٢» ويقطع الصلات. والعورات التي تستر هي التي في سترها مصلحة فوق مصلحة كشفها أما إذا كان في الستر مفسدة دينية كشخص رأى آخر يسفك دما وكان الستر عليه مما يجعله يتمادى في الشر، فالواجب التبليغ عنه بل والكشف الذي يترتب عليه حفظ الأموال وحقن الدماء أمر مطلوب. وقد شبه الرسول ﷺ ساتر العورة بمن أحيا موؤدة أي أنقذها من الوأد الذي كان يحيق بها كما في قوله تعالى: وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا «٣»، ووجه الشبه بينهما أن من ستر العورة أحيا صاحبها حياة أدبية فلم يشع عنه السوء ولم يثلم شرفه بين صحبه وقومه. وإحياء الموؤدة إحياء روحي وقد تهون الحياة الحقيقية في سبيل الشرف والكرامة فمن أجل ذلك شبه الرسول ﷺ ساتر العورة بمحيي الموؤدة لأن في كلّ إنقاذ حياة. والغرض من الحديث الحث على ستر العورة إذا لم تترتب عليه مفسدة راجحة.

(١) رواه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: في الستر على المسلم (٤٨٩١) . (٢) الضّغينة: الحقد الشديد. (٣) سورة المائدة، الآية: ٣٢.

1 / 208