حتَّى يجول بكل وادٍ قلبه ... فيرى ويعرف ما يقول وينطق
فبذاك يطلق كل أمرٍ موثق ... وبذاك يوثق كل أمر مطلق
إن الحليم إذا تفكر لم يكد ... يخفى عليه من الأمور الأوفق
[مجالسة أهل الأهواء وجدالهم]
وقال في عز مجالسة أهل الأهواء والبدع ومحادثتهم أما أهل الأهواء فإني لم [أر] (٦٦) أحدًا ازداد فيها إلا ازداد فيها عمًى لأن أمر الله أعز من أن يلحقه العقول، ولم أر اثنين تكلما فيها إلَّا رأيت لكل واحد منهما حجة لا يقدر صاحبه على دفعها إلَّا بالشبهة والمغالطة وأما النصيحة فلا.
ومن غالط في هذا أو مثله فإنما يغلط وعليه يخلط وإياها يخدع أو أراد أن يخادع ربه والله أعزّ من أن يُخدع لقد نبئت أن الله ﵎ في قلبك شيئًا يوردك إلى النار فهذا أمر نهي عنه موسي ﵊ وقد أعطي التوراة فيها هدى الله وقد كلم الله موسى تكليمًا فكيف بغيره من أهل الأهواء ولم يزل الصالحون يتناهون عن الهواء والمرا فيه والجدل به ولم [أر] (٦٧) قياسًا قط تم ولا كلامًا صح إلَّا وفيه كلام بعد كثير.
والسنة أن لا يتكلم في شيء من الأهواء بالهوى وبغير الإمتاع (٦٨) للكتب المنزلة والسنن للرسل الصادقة.
_________
(٦٦) ما بين المعكوفتين سقط أثبتناه.
(٦٧) ما بين المعكوفتين سقط أثبتناه.
(٦٨) (الامتاع): هكذا بالأصل ولعل الصواب [الاتباع].
1 / 35