وقال في طلاقة الوجه وحسن الخلق:
كن أسهل ما يكون وجهًا، وأظهر ما يكون بشرًا وأقصر ما يكون يدًا وأحسن ما يكون خلقًا، وألين ما يكون كنفًا (٣٤) وأوسع ما يكون أخلاقًا فإن الأيام والأشياء عُقب (٣٥) ودول فإن أنكرت منها شيئًا يومًا ما كأن أنكرت منها شيئًا خفيفًا على أهل الشماتة وعلى أهل الصفا (٣٦) ..........
واحذر أن تُحزن مَن يُحبك وتُفرح من يحسدك فلم أر في مصائب الدهر أوحش من تغير النعمة وإذ أنت لم تنكر منها شيئًا ودامت لك كما تُريد فما من الدنيا شئ مثل بدعة ورفق إلا وهو أهنى مما مثل تعب ونصب فأما من كفى وعوفى.
_________
(٣٤) كنفا: من كنف الكيال كنفًا: جعل يديه على رأس المكيال يمسك بهما الكيل وكنف عن الشئ: عدل وكنف القوم: حبسوا أموالهم من شدةٍ وتضييق عليهم. الوسيط (٢/ ٨٠١).
والمقصود كن ألين ما تكون في التضييق عليهم.
(٣٥) عقب: العُقبُ: آخر كل شئٍ وخاتمته. الوسيط (٢/ ٦١٣).
(٣٦) الصفا: صَفا- صفوًا وصَفاءً: خلص من الكَدرِ ويقال صفا الماء: راق والجو خال من الغيم والكدر. الوسيط (١/ ٥١٧).
والمقصود أهل الصفاء.
1 / 24