ومع ذلك هل منا من ينكر قيمة الترف؟
لا، ولكني حين أتحدث عن غذاء للشعب لا تخطر ببالي الشكولاتة؛ لأن اهتمامي عندئذ هو توفير الفول المدمس واللحم والخبز!
وبعد أن تتوافر هذه الضروريات، نشرع في الحديث عن الشكولاتة وأطعمة الترف الأخرى.
هل الأدب الملوكي شكولاتة؟! •••
لقد تكرر الحديث بشأن الأدب وتشتت، ولذلك نحتاج إلى تلخيص العناصر البارزة فيه فيما يلي:
الأدب طعام يغذو الشعب، وليس حلوى يستطرفها الأمراء والأثرياء والكسالى والمنهوكون.
وهو كفاح إيجابي يقوم به الأديب كي يبعث التفكير والعمل؛ أي أنه ليس ترفا للذة والاسترواح، والأديب المصري يجب لذلك أن يخوض غمار الأدب بروح الكفاح.
وهو حركة انتهاضية إيجابية نحو المستقبل، وهو ولاء للإنسان وليس ولاء للتقاليد، وهو أكبر من الصنعة، هو بناء الشاهقة التي تصدم السحاب، وهو هندسة المدينة المثلى، أي ليس هو صنع الفسيفساء والمشربية ، ومعنى هذا أنه بناء للشخصية الإنسانية، وليس نصائح الملوك على المائدة.
والأدب للشعب كله وليس لطبقة منه، أي للإنسانية.
ثم هو حياة يحياها الأديب، تحوي التعاسة والسعادة والتضحيات والانتصارات، ثم رؤياه في فنه، ثم التحقيق.
Bog aan la aqoon