Adab Duca
آداب الدعاء المسمى أدب المرتعى في علم الدعا
Noocyada
وأخبرني الشيخ شهاب الدين بن هلال الأزدي، بسنده الأول إلى الشيخ موفق الدين، ذكر عن وهب بن منبه، قال: كان في زمن موسى -عليه السلام- شاب عات، مسرف على نفسه، فأخرجوه من بينهم لسوء فعله، فحضرته الوفاة بخربة على باب البلد، فأوحى الله -عز وجل- إلى موسى -عليه السلام-: أن وليا من أوليائي حضره الموت، فاحضره وغسله وصل عليه، وقل لمن كثر عصيانه يحضر جنازته؛ لأغفر لهم، واحمله إلي؛ فإني لأكرم مثواه، فنادى موسى في بني إسرائيل، وكثر الناس، فلما حضروه عرفوه، فقالوا: يا نبي الله! هذا هو الفاسق الذي أخرجناه، فتعجب موسى من ذلك، فأوحى الله -عز وجل- إليه: صدقوا وهم شهداء، إلا أنه لما حضرته الوفاة في هذه الخرابة نظر يمنة، ويسرة، فلم ير حميما، ولا قريبا، ورأى نفسه غريبة، وحيدة، ذليلة، فرفع بصره إلي، فقال: إلهي! عبد من عبادك، غريب في بلادك، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك، وعفوك عني ينقص من ملكك، ما سألتك المغفرة، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت، وقد سمعت فيما أنزلت، قلت: {أني أنا الغفور الرحيم}، فلا تخيب رجائي. يا موسى! أفكان يحسن بي أن أرده، وهو غريب على هذه الصفة، وقد توسل إلي بي، وتضرع بين يدي، وعزتي لو سألني في المذنبين من أهل الأرض جميعا لوهبتم له؛ لذل غربته، يا موسى! أنا كهف الغريب، وحبيبه، وطبيبه، وراحمه.
وقيل لذا النون المصري -رحمه الله-: ما كان بدء أمرك؟ قال: كنت شابا في اللهو واللعب، فخرجت حاجا إلى بيت الله الحرام، فبينا أنا راكب في المركب، وقد توسطنا البحر فقد من بيننا كيس، ففتش كل من في المركب، وكان فينا شاب لا نبات بعارضيه، فلما وصلوا إلى الشاب فتشوه، فوثب من المركب وثبة حتى جلس على الأمواج، فقال: يا مولاي! إن هؤلاء فتشوني، وأنا أقسم عليك يا حبيب قلبي أن تأمر كل دابة في البحر أن تخرج رأسها، وفي فم كل واحدة منهن جوهرة -وقد صح في الخبر : ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره، ولو أقسم عليه في اليوم مئة مرة))-، قال: ذا النون: فما استتم الشاب الكلام حتى رأينا دواب البحر وقد أخرجت رؤوسها، وفي فم كل واحدة منهن جوهرة تتلألأ وتلمع، ثم وثب على الماء يتبختر، وهو يقول: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
Bogga 173