Adab Carab
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Noocyada
وقال لا نشتري عارا بمكرمة
واختار مكرمة الدنيا على العار
فصان بالصبر عرضا لم يشنه خنا
وزنده في الوفاء الثاقب الواري (3-2) الهجاء
الهجاء وليد المدح والفخر، فقد كان العرب في أول عهدهم يمدحون ويفخرون. ومن يمتدح نفسه ويفخر بقومه لا بد أن يتعرض لذم من يفتخر عليه، وهكذا انبثق هذا النوع من الشعر.
لم يكن شعراء العرب في الجاهلية يتوخون الهجو فيقولونه محضا؛ أي إنهم لم يفردوا له بابا خاصا.
كان الشعراء في بادئ عهدهم يتكسبون بالمدح حتى مل الناس من هذا المدح ورغبوا عنه، فقلت الجوائز والصلات. قد يهمل الممدوح الشاعر وقد لا يكترث له، وقد ينتظر على باب الأمراء مدة. وهذا ما حدث للحطيئة مع الزبرقان، فإنه أهمله ولم يكن شديد الاهتمام به، حتى جاء آل شماس واستمالوه إليهم فهجا الزبرقان.
ويشبه هذا ما أصاب المتنبي مع كافور، فإنه مل إهمال كافور ووعوده ففر من عنده وهجاه ذاك الهجو الخالد.
إذا ضاق صدر الشاعر يهجو ويذم، وقد يكون الهجاء بابا للرزق، كما كان يفعل بشار بن برد. وكيف كان الأمر فالشعراء لجئوا إلى هذه الوسيلة اكتسابا للرزق أولا، ثم قال الشعر بعدئذ بعضهم لغرض سياسي يسعون لتأييده في حزب من الأحزاب، كما سترى هذا في بحثنا الشعر السياسي.
الهجاءون:
Bog aan la aqoon