Adab Carab
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Noocyada
فالشاعر الجاهلي اتبع السلم العقلي بقصيدته التي ينتقل فيها من ذكرى إلى ذكرى، والشعر الحقيقي ذكريات عذبة ومرة وهي منبع الشعر.
إذن للشعر الجاهلي وحدة خاصة هي وحدة العاطفة التي تدفعه إلى ترتيب قصيدته بحسب ذكرياته واحدة تلو الأخرى. وكما أن لكل شاعر أسلوبا خاصا، نستطيع أن نقول إن للشعر الجاهلي أسلوبا خاصا ووحدة خاصة.
مسلك الشعر القديم:
سلك الشعر العربي طريقا منذ نشأته غير الطريقة التي سلكها الشعر الأجنبي، نشأ ذاك قصصيا يتناول وصف حياة الآلهة والأبطال، لا يذكر الشاعر نفسه بشيء، بل يتكلم بلسان الجماعة، فكان شعرهم طبقا لصور اجتماعاتهم.
وبعد زمن عثر الشاعر الأجنبي القديم على شخصيته، فأخذ يصفها، فأنشأ الشعر الغنائي.
ثم تطورت تلك العقلية، فنظم أولئك الشعراء الشعر الذي يصف الحياة الاجتماعية وصفا دقيقا، ونعني به الشعر التمثيلي.
هكذا نشأ الشعر عند اليونان والرومان وعند شعراء القرون الوسطى في أوروبا، وعلى هذه الطريق سلك شعر الهند، نشأ قصصيا وصار غنائيا، ولكنه لم يصل إلى التمثيل.
مسلك الشعر العربي:
أما الشعر العربي فسلك سبيلا خاصا: ابتدأ غنائيا خطابي اللهجة ولم يزل. لا يصف الجماعة، وإن وصفها فالقسط الأوفر لعواطفه وميوله، ولذلك كان قصصيا لا تمثيليا.
فالعربي - كما قلنا - لا يعرف من الدنيا إلا شخصيته فقبيلته، فإن تكلم في شعره فعن شخصيته أولا، ولا يذكر قبيلته إلا إذا اقتضت الحال أن يفتخر بها؛ ولذلك لا نرى الشعر العربي إلا غزلا ومدحا وفخرا وهجاء ورثاء «أكثره أهلي».
Bog aan la aqoon