Adab Carab
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Noocyada
رغب العرب في الهجرة إليه لغناه وخصبه، حملوا إليه العصبية القبلية وأرستقراطية الفاتح.
فعصبية القبيلة ظهرت تجاه بعضهم بعضا؛ إذ خططوا البصرة والكوفة تخطيطا قبليا، كل فريق على جانب «كما في بعض المدن الإسلامية المسيحية اليوم، حارة الإسلام وحارة النصارى».
أما أرستقراطية الفاتح فظهرت في موقف العرب تجاه الموالي.
ثم تحولت العصبية القبلية إلى عصبية للمدينة؛ فالبصريون تعصبوا للبصرة، والكوفيون تعصبوا للكوفة. تفاخروا بالفتوح أولا ثم بالعلم، وتعصب كل لعلمائه في كل الفروع.
فالعراق أكثر البلاد ثروة علمية وأدبية لأسباب: (أ)
المدنيات التي ورثها العرب عن العراق، وثروة البلاد التي تمكن العالم من التفكير إذا تهيأ معاشه. (ب)
كثرة الفتن التي كان العراق ساحتها، ونزوح كبار العرب إليها، وبحثهم هناك في الحقوق والشرع توصلا لمعرفة صاحب الحق من الزعماء. (ج)
اضطرار العرب لوضع علم النحو لكثرة الموالي في العراق ليتعلموا العربية، وقد وضع على النمط السرياني؛ لأن السريان كانوا قبل العرب في العراق. (3)
الشام:
خصب الأرض واعتدال الجو بعث كثيرا من الأنبياء في هذا القطر، فنشروا تعاليمهم، وتعاقب المدنيات عليه أورثه علوما كثيرة؛ فحروف الكتابة عن الفينيقيين، والتعاليم الإلهية عن العبريين، والمذاهب الفلسفية عن اليونان، والنظرات الفقهية عن الرومان.
Bog aan la aqoon