146

Adab Carab

أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم

Noocyada

الثلاثة:

الأخطل وجرير والفرزدق، شغلوا العصر الأموي فاهتم الناس بتفضيل أحدهم على صاحبيه، وكان لكل شاعر حزب يفضله ... وكثيرون قالوا في حياتهم: هم طبقة واحدة. أما بعد موت الأحزاب، ففضل العلماء عامة والنحاة خاصة الأخطل للأسباب الآتية: جزالة لفظ، فخامة عبارة، صحة تراكيب، وطول النفس. أما استمراره على المتانة في القصيدة كلها فيذكرنا بالنابغة وزهير.

أشعر العرب:

أعجب العرب المعاصرون جميعا بأبيات الأخطل في مدح بني أمية «حشد على الحق» وعدوه فيها أشعر العرب.

وفي هذه القصيدة يمتن الأخطل على الخليفة بنصر قبيلته له فيقول:

وقد نصرت أمير المؤمنين بنا

لما أتاك ببطن الغوطة الخبر

أما نصرانيته فلا أدري ما مقدار عمقها، وأرى عمله فيها لا يتفق مع ما يروى عن تأثير الكهنة: يروون أنه كان عرضة للقصاص الديني إذا أذنب، ومن جهة أخرى نقرأ أنه فعل ما لا يجوز للنصراني فعله من سكر وطلاق، فأين كان القسس؟ ثم أي مسيحي هو ذاك الذي يحلف بالصليب والقربان تارة، وحينا باللات والعزى وبرب الراقصات؟! (1-2) الفرزدق

قلنا إن الشعر تطور في هذا العصر؛ عصر صدر الإسلام، ونهج فيه مناهج جديدة.

إلا أن ثلاثة من الشعراء كانوا محتفظين بالسنة الجاهلية القديمة، فيقصدون إلى أنواع الشعر كلها خاضعين للتطور الجديد فيها؛ وهم الأخطل وجرير والفرزدق.

Bog aan la aqoon