وهذا حَدِيث لا يصح، أما شهْر بنُ حوشبِ ففي مقدّمة "صحيح مسلم" عن ابن عوْنٍ أن شهْرًا نَزَكوهُ أي قَصّرُوا به، مأخوذ مِنَ النّيزكِ وهو الرمح القصيرُ، يريد أنه طُعن عليه، وقال شعْبة: لقيت شهْرًا فلم أعتدَّ به، وقال الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عَدي الجُرجاني: شهرٌ لا يحتج بحديثه وقد رفَعه إلى رسول الله ﷺ من طُرُقٍ وأعظم جُرحْهِ أنه كانَ شُرَطيًا للحجاج، وقال فقيه الشافعية في زمانه أبو يحى زكرِيّاءُ بن يحيى الساجِى في كتاب "التعديل والتجريح" له، والحَافظ الثقةُ أبو جعْفر العُقيلي في كتابِ "الضعفاءِ وَالمتروكين" من تأليفه: إن شهْرًا دخل بيتَ المال فسرق خريطةَ فقيل فيه (١):
لقدْ باع شهرٌ دينه بخريطةٍ ... فمن يأمَنُ القُرّاء بعْدك يا شهْرُ
_________
(١) لم أرَ هذا في "الضعفاء" من النسخة المخطوطة المحفوظة في المكتبة الظاهرية، وإنما رواه ابن عدي في "الكامل " (١٩٦/٢) من طريق يحى بن أبي بكير حدثني أبي قال: كان شهر على بيت المال ... فذكره.
قلت: وابن أبي بكير هذا هو الكرماني كما في "التهذيب " وهو ثقة. وأما أبوه أبو بكير واسمه نَسْر كما في ترجمة ابنه من "التقريب " وغيره فلم أجد له ترجمة، ولم يورده الدولابي في=
1 / 50