والتحفظ والدراسة. وهذا يبيّن أن تفسير قتادة للحكمة هو الصواب، وتكون الآية دليلًا على حجية السنة كما تقدم (١). ومما يؤكد هذا المعنى أن الصحابة ﵃ كانوا (يتعلمون السنة كما يتعلمون القرآن) ففي صحيح مسلم: "جاء ناس إلى النبي ﷺ، فقالوا: ابعث معنا رجالًا يعلموننا القرآن والسنة" (٢).
٢ - من السنة:
شهد المسلمون أن محمدًا ﷺ هو رسول الله حقًا، بدلالة المعجزات التي أجراها الله على يديه، وهذا يقتضي الإيمان بعصمته من الكذب فيما يبلغنا إياه عن ربه ﷿، وما جاء به من أمر الدين.
وقد صحّ عنه ﷺ أنه قال: "تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسَّكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه" (٣).
أخبر أن في التمسّك بالسنّة، كالكتاب، أمانًا من الضلال. وهذا يقتضي أنها حق ودليل صحيح على الأحكام.
وقال رسول الله ﷺ: "ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك أن يقعد الرجل متكئًا على أريكته، يُحَدَّث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه. ألا وإن ما حرّم رسول الله مثل ما حرّم الله".