274

Acts of the Messenger ﷺ and Their Indications for Sharia Rulings

أفعال الرسول ﷺ ودلالتها على الأحكام الشرعية

Daabacaha

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

Daabacaad

السادسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

خاصة التبرك بآثاره ﷺ:
من خصائصه ﷺ التبرك بآثاره والاستشفاء بها، فقد نقل أنه ﷺ دعا بقدح فيه ماء، فغسل يديه ووجهه، ومجَّ فيه، ثم قال لأبي موسى وبلال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما، ونحوركما.
وتوضأ وصب على جابر، وأمر بشعره أن يقسم بين المسلمين.
وكان إذا توضأ يقتتلون على وضوئه.
وبعض ثيابه كانت تغسل بعده ويعطى ماؤها للمرضى.
وجمعت أم سليم عرقه لتطّيّب به.
وشرب بعضهم دم حجامته ﷺ.
وحنّك بعض صبيانهم بالتمر.
والدليل على أن هذا من خصائصه ﷺ، أن الصحابة ﵃ لم يتبرَّكوا بأفاضلهم. وليس في الأمة بعد نبيّها أفضل من أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. فلم ينقل عن أحد منهم، ولو حادثة واحدة، أنهم تبركوا بهؤلاء الأولياء الأربعة أو غيرهم (١). فهذا إجماع على الترْك.
والتبرك هنا ليس له وجه إلاّ اعتقادهم أن ذلك خاص به ﷺ. إذ لو كان للتشريع لعملوا به ليبينوه للأمّة.
وقد ذكر الشاطبي احتمالًا أنهم تركوه من باب سدّ الذرائع. لئلا يصل الجهال منه إلى عبادة غير الله.
ومن أجل ذلك كانت المسألة عند الشاطبي مشتبهة (٢).
إلاّ أن هذا الاحتمال لا ينبغي أن يُلغي دلالة الإجماع، إذ إن أكثر الأدلة الشرعية ظنية، وتطرقها بعض الاحتمالات الضعيفة، ولا يبطل ذلك العمل بها. والله أعلم.

(١) الشاطبي: الاعتصام ٢/ ٦ - ١١
(٢) الشاطبي: الاعتصام ٢/ ١١

1 / 283