229

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Noocyada

المخصوص بالذم. ووردت هنا لذم النار المقدرة في الجملة. والمعنى: بئس المصير النار؛ أي: إنها مصير سيئ؛ كما قال الله تعالى في آية أخرى: {إنها ساءت مستقرا ومقاما} [الفرقان: 66].

{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا}:

هذا معطوف على قوله: {وإذ قال إبراهيم}. والقواعد: جمع قاعدة، وهى الأساس، ورفعها: بالبناء عليها. والبيت: الكعبة. والتقبل: القبول، وقبول الله للعمل: أن يرضاه، أو يثيب عليه، وتصدير الدعاء بندائه تعالى باسم الرب المضاف إلى ضميرها، مظهر من مظاهر خضوعهما له، واجلالهما لمقامه، والخضوع له تعالى وإجلال مقامه من أسنى الآداب التي تجعل الدعاء بمقربة من الاستجابة، ورفعهما لقواعد البيت فيما مضى؛ أي: قبل نزول الآية يقتضي أن يقال: وإذ رفع إبراهيم، ولكنه قال: {يرفع} بصيغة المضارع الذي هو موضوع للفعل الواقع في الحال، أو الفعل الذي سيقع في المستقبل، ولذلك وجه معروف في محاسن البيان، هو أن يستعمل المتكلم الفعل المضارع في عمل مضى؛ حيث يكون ذلك العمل من الأهمية بمكان، فأهمية العمل تضعه في نظر المتكلم موضع العمل المشاهد له، فيخرجه حال التكلم في صورة الفعل الحاضر في الواقع؛ إذ يعبر عنه بالصيغة الموضوعة للدلالة على الأفعال الواقعة في الحال. ومعنى الجملة: واذكر يا محمد ذلك الأمر الغريب، وهو رفع الرسولين العظيمين إبراهيم وإسماعيل قواعد البيت، وهما يقولان بخضوع لي وإجلال: {ربنا تقبل منا}. ومن فوائد ذكر هذه القصة: أن يقبل الناس على الاقتداء بهذين الرسولين الكريمين في القيام بالطاعات الشاقة، وهم يضرعون إلى الله - جل شأنه - , # ويرجون منه قبولها.

Bogga 233