129

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Noocyada

{والله مخرج ما كنتم تكتمون}:

{مخرج}: مظهر. وما كانوا يكتمون: هو أمر القتيل والقاتل. والجملة معترضة بين قوله: {فادارأتم}، وقوله: {فقلنا اضربوه}، والجملة المعترضة بين ما أنهما الاتصال تجيء تحلية يزداد بها الكلام البليغ حسنا. وفائدة هذه الجملة: إشعار المخاطبين- قبل أن يسمعوا ما أمروا بفعله لإظهار أمر القتل- بأن الحقيقة ستنجلي لا محالة.

{فقلنا اضربوه ببعضها}:

ضرب الشيء بالشيء: إيقاعه عليه. والضمير في قوله: {اضربوه} يعود على النفس، وتذكيره مراعى فيه معناها الذي هو الشخص أو القتيل. والقرآن لم يعين البعض الذي يضرب به، فأي قطعة ضربوه بها، فقد فعلوا ما أمروا به.

{كذلك يحي الله الموتى}:

في الآية إيجاز؛ إذ حذف ما بين هذه الجملة والجملة التي قبلها جملتان دل عليهما سياق الكلام دلالة واضحة. والتقدير: فضربوه ببعض البقرة، فأحياه الله.

والدليل على هذا المقدر: قوله تعالى: {كذلك يحي الله الموتى} بعد قوله: {اضربوه ببعضها}. والكاف في قوله: {كذلك} للتشبيه. واسم الإشارة مشار به إلى المشبه به، وهو إحياء ذلك القتيل الدال عليه الجملة المقدرة: "فأحياه الله"؛ أي: مثل إحياء ذلك القتيل بعد موته يحيى الله الموتى للحساب والجزاء يوم القيامة.

Bogga 133