123

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Noocyada

و {يديها}: تثنية يد، وهي العضو المعروف.

ويقال: الشيء بين يدي فلان؛ أي: حاضر، وعلى مشهد منه. {خلفها}: بعدها.

والمعنى: جعلنا مسخهم قردة عبرة لمن شهدها وعاينها، وعبرة لمن جاء بعدها ولم يشاهدها، وإنما تلقى خبرها من طريق موثوق به. وخص المتقين بإضافة الموعظة إليهم؛ لأنهم الذين ينتفعون بالعظة والتذكير، قال تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55]. وقال تعالى: {إنما أنت منذر من يخشاها} [النازعات: 45].

{وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}:

هذا بيان لضرب من مساوئ بني إسرائيل في تعنتهم وعدم مسارعتهم لا متثال الأوامر، وجفائهم في مخاطبة موسى - عليه السلام - والظاهر: أن أمرهم بذبح البقرة كان بعد تنازعهم في أمر قاتل النفس على ما يرد في الآية من بعد، ولما لم يظهر لهم من ذبح البقرة مناسبة لسؤالهم عن القاتل، قالوا: أتتخذنا هزوا؟.

وابتدأ القرآن القصة بالأمر بذبح البقرة، ولم يقل مثلا: وإذ تنازعتم في القتيل، أمرناكم بذبح بقرة ... إلخ؛ لتقبل النفوس على تعرف ماذا يراد من ذبح البقرة، وتتشوق إلى ما يرد من الخبر المتصل به، وهو أمر القتل، فيقع منها موقع الأخبار المتلقاة بعد التشوق إليها، ويأخذ منها مأخذا وثيقا.

{قالوا أتتخذنا هزوا}:

Bogga 127