Calanka Fikirka Islaamka ee Casriga Cusub
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Noocyada
1
وواجهه استقبح صورته، إلا أنه أعجبه ظرفه وأدبه، ومال إليه، فاتخذه نديما لا يمل، ورفيقا حيث حل، فلما استقرت به النوى وملأ يده من الباشا، استعداه على أبي سعدة الذي كان يقرئ أطفاله وادعى أنه أخر له ثلاثين دينارا من أجرة التعليم، فأمر الباشا بإشخاصه إلى طنطا، وألزمه أن يدفع للمترجم مائة، فدفعها عن يد وهو صاغر.
وكان مجلس شاهين باشا محط رحال الأدباء، ومنتجع الشعراء والندماء، لا يخلو من مطارحات أدبية، ومساجلات شعرية، وللمترجم بينهم المقام الأعلى، والقدح المعلى، وحسبك ما وقع له من طائفة «الأدباتية»، وهم مشهورون بالقطر المصري، يستجدون الناس في الطرق بإنشاد الأزجال والضرب على الطبل، وأغلب أزجالهم مرتجلة في مقتضى الحال، فكان للمترجم معهم يوم مشهود، ذكره في مجلة الأستاذ، ومنها نقلناه، قال: «اتفق لي أني كنت بمولد سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه سنة 1294ه هجرية، وكان معي السيد علي أبو النصر، والشيخ رمضان حلاوة، والسيد محمد قاسم، والشيخ أحمد أبو الفرج الدمنهوري، فجلسنا على قهوة الصباغ نتفرج على أديب
2
وقف يناظر آخر، فلما فطن أحدهما لانتقادنا عليهما لفت أخاه إلينا وخصانا بالكلام، فأخذا يمدحاننا واحدا فواحدا، إلى أن جاء دورهما إلي، فقال أحدهما يخاطبني:
انعم بقرشك يا جندي
والا اكسنا امال يا أفندي
إلا انا وحياتك عندي
بقى لي شهرين طول جوعان
فقلت على سبيل المزح معه:
Bog aan la aqoon