Calanka Fikirka Islaamka ee Casriga Cusub
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Noocyada
وادعى مرة أنه نال نصيبا وافرا من اللغة بحيث أصبحت لا يشذ عنه شيء من مفرداتها، وتمادى في هذه الدعوى وتبجح بها في المجالس، وتصدر للإجابة عن كل سؤال فيها يطرح عليه، فتوالت عليه الأسئلة وهو يجيب عنها خابطا خبط عشواء لا يبالي بمن يحتج عليه بكتب اللغة، وصار الأدباء من أصحابه يرتجلون له ألفاظا يسألونه عنها فيخترع لها معانيا يجيب بها، وربما أحال تخرصا على كتب لغوية يعينها، ونظم له بعضهم بيتا كبيت الخنفشار، وسأله عن معناه في جمع كبير من الأدباء، وهو:
وبخرنق الأقيال عاثت فالتثت
ورقاء تعترض الأكام بشيظم
فقال: نعم، هذا بيت لعنترة، ذكره له صاحب الأغاني وهو يصف به حمامة، والخرنق: شيء يشبه نسج العنكبوت وليس به، يكون بين أغصان الأشجار، فيقول: إن هذه الحمامة عاشت بين الأقيال، أي: الأشجار الكبيرة، فالتثت قدماها بالخرنق، أي: اشتبكت به، وأما الشيظم ... وأراد أن يفسره، فقطعته أصوات الضحك من جوانب المجلس.
وبالجملة فقد كان خفيف الروح، محببا إلى القلوب، أديبا ظريفا، حاضر الجواب، حلو النادرة، وكانت وفاته فجأة بدمنهور في ثاني ليلة من شهر ربيع الثاني سنة 1310ه بعد أن صلى العشاء، وكان آخر قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، فشق نعيه على من عرفه، وشيع جنازته الألوف، تغمده الله برحمته.
زين المرصفي
1244-1300ه
هو الشيخ زين المرصفي الشافعي، من طبقة الشيخ عبد الرحمن الشربيني والشيخ سليم البشري، إلا أن الشيخ سليما أكبر منهما سنا، حضر إلى الأزهر، وقرأ على كبار الشيوخ به، حتى برع وتأهل للتدريس، ثم جعله الخديو إسماعيل معلما لولده حسين كامل، وبسبب مخالطته له ولمن حوله ألم ببعض اللغات، وسافر مع الأمير حسين إلى القسطنطينية، وكانت أسواقها لم تزل آهلة بالكتب العربية، فاقتنى هناك كتبا نفيسة غريبة عن أهل الأزهر، فصار ينقل منها في تآليفه نقولا يغرب بها عليهم.
ثم استخدم بالمدارس وترقى إلى أن صار كبير المفتشين بها، ولم يزل بهذا المنصب حتى توفاه الله يوم الأربعاء الخامس من جمادى الأولى سنة 1300ه، فشيع جنازته لفيف من العلماء وجمع كبير من الناس، وأمر ناظر المعارف
1
Bog aan la aqoon