Calanka Fikirka Islaamka ee Casriga Cusub
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Noocyada
هو ابن الشيخ محمد أمين الحنفي ابن الشيخ محمد المهدي الكبير الشافعي، كان جده المذكور من الأقباط فأسلم على يد الشيخ العلامة محمد الحفني، وقرأ عليه وعلى أخيه الشيخ يوسف الحفني وغيرهما حتى صار من كبار العلماء، وترشح لرياسة الأزهر بعد الشيخ الشرقاوي ولكنها لم تتم له وتولاها الشنواني، وقد أطال «الجبرتي» في ترجمته، ثم نشأ ولده الشيخ محمد أمين عالما حنفيا، وتولى الفتوى بمصر زمنا، وتوفي سنة 1247ه.
وولد الشيخ محمد العباسي المهدي بالإسكندرية سنة 1243ه، فقرأ بها بعض القرآن، ثم حضر إلى القاهرة سنة 1255ه فأتم حفظه، واشتغل بالعلم سنة 1256ه فقرأ على الشيخ إبراهيم السقاء الشافعي، والشيخ خليل الرشيدي الحنفي، والشيخ البلتاني، وغيرهم، ثم صدر أمر إبراهيم باشا ابن محمد علي بتوليته إفتاء الديار المصرية في منتصف شهر ذي القعدة سنة 1264ه، وهو في نحو الحادية والعشرين من سنينه ولم يتأهل بعد لمثل هذا المنصب الكبير.
ويقال إن السبب في ذلك عارف بك الذي تولى القضاء بمصر، وكانت له صلة بالشيخ محمد أمين المهدي، فلما ذهب إبراهيم باشا إلى القسطنطينية ليتسلم من السلطان مرسوم ولايته على مصر قابله عارف بك - وكان إذ ذاك شيخا للإسلام - وأوصاه خيرا بذرية الشيخ المهدي وأن يولي منهم من يصلح لمنصب أبيه.
فلما عاد إبراهيم لمصر بعث في طلب الشيخ محمد العباسي المهدي، فصادفوه في درس الشيخ السقاء يحضر مقدمة مختصر السعد، ولما قابله أثنى عليه لاشتغاله بالعلم ثم أنبأه بأنه ولاه منصب الفتوى بمصر، وعزل عنه الشيخ أحمد التميمي الخليلي، وخلع عليه خلعة هذا المنصب، ثم عقد له مجلسا بالقلعة حضره حسن باشا المنسترلي والشيخ مصطفى العروسي وغيرهما، فأقروا على إقامة أمين للفتوى يقوم بشئونها حتى يتأهل صاحبها لها ويباشرها بنفسه، واختاروا له الشيخ خليلا الرشيدي بدل الشيخ علي البقلي أمين فتوى التميمي، ونزل المترجم من القلعة بموكب كبير من العلماء والأمراء، ووفد الناس على داره للتهنئة ومدحه الشعراء، فمن ذلك قول الشيخ محمد شهاب:
عز يا عزة الحمى أن تقاسي
بمهاة الصريم فيما تقاسي
ومنها قوله:
تب مفتي الهوى وتبت يده
ضل شرعي نهجه والسياسي
فدعيه يا عز عز اصطباري
Bog aan la aqoon