Calanka Fikirka Islaamka ee Casriga Cusub
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Noocyada
محمد عبده
1266-1323ه [كان الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في مقدمة العلماء الذين اصطفاهم المغفور له أحمد تيمور باشا لتلقي العلم والمعرفة عنهم، وقد سجل التاريخ أن الإمام محمد عبده كان يتخذ من دار تيمور «باشا» في درب سعادة ندوة يلقي فيها دروسه على صفوة من العلماء والأدباء النابهين وغيرهم.
وقد عثرت لجنة نشر المؤلفات التيمورية بين مخلفات المغفور له أحمد تيمور «باشا» على جذاذات عدة تضمنت الكثير من سيرة الإمام وأعماله، رأت نشر موجزها التالي في هذا الكتاب.]
ولد الإمام محمد عبده ونشأ في قرية صغيرة بعيدة عن المدائن، وهي قرية محلة نصر بمركز شبراخيت بالبحيرة.
وكان والده من أهل الطبائع السليمة والأخلاق القويمة، أما أمه فكانت من قرية «حصة شبشير» بمركز طنطا، تنتمي إلى بيت من بيوتها المعروفة يعرف ببيت آل عثمان.
ويقول الإمام محمد عبده رحمه الله فيما كتبه من تاريخ حياته: «كنت أعتقد أن والدي أعظم رجل في القرية، وكل من فيها دونه، وهو بذلك أعظم رجل في الدنيا، فإن الدنيا لم تكن أوسع عندي من محلة نصر، وكان ينزل عنده بعض الحكام ولا ينزلون في بيت العمدة مع أنه أغنى وأكثر دورا وأرضين، ونشأ في بذلك الاعتقاد بأن الكرامة وعلو المنزلة لا يتعلقان بالثروة وكثرة المال، وكنت أعقل من صغري ما كان عليه والدي من ثباته في عزيمته، وشدته في المعاملة، وقسوته على من يعاديه، وأخذت عنه ما عدا القسوة، أما والدتي فكانت منزلتها بين نساء القرية لا تنزل عن مكانة والدي، وكانت ترحم المساكين وتعطف على الفقراء، وتعد ذلك مجدا، وطاعة لله وحمدا.»
شب الأستاذ على قدم أبيه محبا للفروسية والرماية والسباحة، حتى شهر بذلك بين أترابه في القرى المجاورة.
بعد تعلمه القراءة والكتابة بمنزل والده بلغ العاشرة من عمره سنة 1276ه/1859م فانتقل إلى دار حافظ للقرآن لم يكن بالقرية غيره، فقرأ الكتاب المجيد أول مرة واستظهره بعد ذلك في عامين، ويظهر لمن رأى خط الإمام، وهو لطيف من غير أن يكون جميلا، أن معلمه الأول كان على شيء من النظام والمهارة في كتابته.
وفي سنة 1279ه/1862م ذهب إلى الجامع الأحمدي بطنطا ليجود القرآن، وكان هناك أخوه لأمه الشيخ مجاهد الذي يقال إنه كان قارئا مجيدا وصل إلى أن صار شيخا للمقارئ بطنطا.
أتم الشيخ فنون التجويد في نحو سنتين على الوجه الأكمل، ولم تنفر فطرته السليمة من أساليب هذا التعليم في الجامع الأحمدي المشهور بتعليم القرآن وفنون القراءات منذ زمان، وكان رحمه الله من أحفظ الناس للقرآن، وأجودهم في تلاوته نغمة، وأحسنهم ترتيلا.
Bog aan la aqoon