286

Calamka Diinta ee Sifooyinka Mu'miniinta

أعلام الدين في صفات المؤمنين

Baare

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث . قم

رسالاته، فقد قبلت نصيحتك (1).

وقال الصادق عليه السلام لهشام بن الحكم: " ألا أعطيك جملة في العدل والتوحيد؟

قال: بلى، جعلت فداك.

قال: " من العدل أن لا تتهمه، ومن التوحيد أن لا تتوهمه " (2) وروي عن أبي حنيفة أنه قال: أتيت الصادق عليه السلام لأسأله عن مسائل فقيل لي: إنه نائم، فجلست أنتظر انتباهه، فرأيت غلاما - خماسيا أو سداسيا - جميل المنظر، ذا هيبة وحسن سمت، فسألت عنه، فقالوا: هذا موسى بن جعفر، فسلمت عليه وقلت له: يا ابن رسول الله، ما تقول في أفعال العباد، ممن هي؟

فجلس ثم تربع وجعل كمه الأيمن على الأيسر وقال: " يا نعمان، قد سألت فاسمع، وإذا سمعت فعه، وإذا وعيت فاعمل: إن أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال:

إما من الله على انفراده، أو من الله والعبد شركة، أو من العبد بانفراده فإن كانت من الله على انفراده، فما باله - سبحانه - يعذب عبده على ما لم يفعله، مع عدله ورحمته وحكمته! وإن كانت من الله والعبد شركة، فما بال الشريك القوي يعذب شريكه على ما قد شركه فيه وأعانه عليه؟ " ثم قال: " استحال الوجهان، يا نعمان " فقال (3): نعم فقال له (4): " فلم يبق إلا أن يكون من العبد على انفراده، ثم أنشأ يقول:

لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها * إحدى ثلاث خصال حين نبديها إما تفرد بارينا بصنعتها * فيسقط اللوم عنا حين نأتيها أو كان يشركنا فيها فيلحقه * ما كان يلحقنا من لائم فيها أو لم يكن لإلهي في جنايتها * ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها " (5)

Bogga 318