201

Achieving the Desired Outcome by Explaining the Three Fundamental Principles

حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول

Daabacaha

مكتبة الرشد

Noocyada

وهذا مَعْنَى لا اله إِلا اللهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجهاد في سبيل الله". ــ ﵀: "وهذا معنى لا إله إلا الله"، أي: أن هذه الآية متضمنة للنفي والإثبات فتثبت جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له، وتنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى، وقد تقدم بيان ذلك. وقوله: ﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ﴾، أي: تمسك، واستمسك أبلغ من تمسك. قال الراغب: استمسكت بالشيء: إذا تحريت الإمساك١. وقوله: ﴿بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ العروة في الأصل: موضع شد اليد. والوثقى: تأنيث الأوثق. يقال: رجل أوثق وامرأة وثقى. والوثقى، أي: القوية التي لا تنفك. والمعنى –والله أعلم- فقد استمسك بالعقد المحكم الذي لا ينفك ولا ينفصم، وفيه بيان أن الذي يكفر بالطاغوت، ويؤمن بالله أنه قد أخذ بالطريق إلى الجنة؛ لأنه استمسك بالعروة الوثقى. قوله: "وَفِي الْحَدِيثِ: "رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامِ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ" أراد المصنف ﵀ بهذا الحديث الاستدلال على أن لكل شيء رأسًا وأن رأس الأمر الذي جاء به محمد ﷺ هو الإسلام. وقد جاء تفسيره في رواية أخرى بالشهادتين فمن لم يقر بهما باطنًا وظاهرًا فليس من الإسلام في شيء٢. وقوله: "وعموده الصلاة"، أي: قوام الدين الذي لا يقوم الدين إلا به

١ "المفردات في غريب القرآن": "ص٤٦٨". ٢ انظر: "جامع العلوم والحكم" شرح الحديث: رقم "٢٩".

1 / 206